«فن الإتيكيت» من الفنون التي تعتمد على الذوق، وليس من السهل أن يغوص أحد في تفاصيله المختلفة، وقد انجذب العديد من النساء لهذا الفن ولم يقف إعجابهن به عند حدود فهم هذه التفاصيل، لكنهن قررن تعليمه لاستفادة غيرهن منه. » محاضرات توعوية خبيرة الإتيكيت جميلة إلياس درست هذا الفن كاهتمام شخصي، وبعد التعمق فيه أخذت على عاتقها نشره بين أفراد المجتمع، وحصلت على شهادتها من الولاياتالمتحدة، وأنشأت (إتيكيت هاوس)، وتعتمد فكرته على تقديم محاضرات توعوية بالإضافة لورش عمل ودروس فردية في مجال الإتيكيت للأفراد والمجموعات والمدارس والجامعات والشركات والمؤسسات، موضحة أن الإتيكيت بحر عميق لا ينتهي؛ لأن لكل شيء من حولنا إتيكيتا خاصا به على عكس مفهوم البعض بأن الإتيكيت يختص بالطعام والمشي فقط، فهناك إتيكيت للجانب الاجتماعي والعملي والشخصي. » مناهج خاصة وقامت إلياس بعمل مناهج خاصة لجميع الأعمار والفئات، وحرصت على تنقيحها بحيث تلائم ديننا ومجتمعنا، وتدرس العديد منها في المدارس العالمية والخاصة في جدة، فالأطفال هم النواة الأساسية في المجتمع، مبينة أنها تريد أن تحيي سنن نبينا الكريم التي فقدها بعض المسلمين واكتسبها الغرب ونسبت إليه، حيث إن الأصل في الإتيكيت هو تعاليم ديننا الإسلامي وانتقل للغرب عن طريق فتوحات الأندلس. » مفاهيم خاطئة وتذكر خبيرة الإتيكيت أميرة الصايغ، أنها واجهت معاناة في بدايتها للتعريف بمعنى ومفهوم الإتيكيت وتصحيح الاعتقاد الخاطئ بأنه سلوكيات وقواعد أجنبية تعتمد على الرفاهية وقوانين تجميلية وأنها لا صلة لها بعاداتنا وتقاليدنا، وتهتم بالطبقات المرفهة والمثقفة فقط، وبعد 15 عاما في ممارسة تدريب فن الإتيكيت تقول إنها قطعت شوطا كبيرا في تحقيق ما تريد، واستطاعت أن تغير في الأذهان مفهوم كلمة إتيكيت وأهميته في الحياة الاجتماعية، مضيفة إنها لم تختر أو تخطط لتعلم الإتيكيت، بل هو اختارها، وأضافت إنه في عام 2002 كان الإتيكيت مجرد حب لتعليم الأطفال فنون الذوق والتهذيب باتباع قواعد الإتيكيت والسلوك الراقي، وبعد أربع سنوات من الممارسة والتدريب كهاوية وقارئة لكتب كثيرة تختص بهذا الفن ومراسلة خبيرات أجنبيات وعقد صداقات بينهن وبعد أن صممت منهجا خاصا بها في التدريب تخصصت في هذا الفن وحصلت على شهادة خبيرة ومدربة فن الإتيكيت معتمدة، وأنشأت مركز السلوك الراقي لتعليم فن الإتيكيت. » أربعة مؤلفات وذكرت الصايغ أنها اتجهت في عام 2007 للتأليف، وأصدرت أربعة كتب (أطفالنا والإتيكيت) موجه للطفل ومكتوب بطريقة جذابة تناسبه، (فتياتنا والإتيكيت) اعتمدت فيه أكثر ما يهم الفتيات وهو حفل الزفاف، (شبابنا والإتيكيت) أوضحت فيه أن تصرف الرجل بالرقة لا ينقص من رجولته، (أزواجنا والإتيكيت) يركز على العلاقة الزوجية وكيف يكون الزوجان راقيين في تعاملهما. » التحول لشغف وفي السياق ذاته، ذكرت خبيرة الإتيكيت دانية السعيدان أنها في عام 2012 قررت الدخول في مجال الإتيكيت بعد انتهائها من دراسة الماجستير في بريطانيا، بعدما كانت في البداية تتعلم الإتيكيت للاستفادة في حياتها الشخصية والعملية ثم تحول إلى شغف لارتباطه بكثير من تعاليمنا الإسلامية، وأهمية هذا المجال في أمور كثيرة سواء أكانت اجتماعية أو عملية. » إتيكيت هاوس وأضافت إنها أنشأت «إتيكيت هاوس» وفكرته تقوم على نشر ثقافة الإتيكيت وربطه بالآداب الإسلامية وتوضيح أن آدابنا الإسلامية هي أساس الإتيكيت، وتقدم دورات للأفراد والأطفال والشركات والجهات الحكومية، وتنشر التوعية في هذا المجال من خلال نشر بعض الفيديوهات والانفوجرافيك من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مبينة أن للإتيكيت أنواعا، مثلا الإتيكيت الاجتماعي للتعاملات الاجتماعية، والآداب العامة واحدة في كل الدول لكن الإتيكيت يختلف حسب ثقافة الدولة وأحيانا المنطقة، مثلا في المملكة يمكننا استخدام اليد في أكل أطباقنا الشعبية، ولكن في أوروبا لا بد من استخدام الشوكة والسكين، لذلك يجب علينا وعلى الآخرين احترام اختلاف الثقافات.