الجانب النفسي ورسم الصور الذهنية للفرق الرياضية من الأهمية بمكان، جعل أكبر الأندية توظف أفضل الكوادر النفسية والإعلامية لتحقيق ذلك، فشخصية الفريق غير الجوانب التسويقية لها تأثير كبير في تحطيم الروح المعنوية للمنافسين وفي كرة القدم بالذات، فالإدارة الذكية هي من تستطيع إيجاد عوامل التأثير النفسي على الخصوم ورسم صور ذهنية لفرقها.. وعلى المدرب وإداري الفريق دور مهم في إعداد لاعبي فريقه الإعداد الذهني والنفسي كما يعدهم فنياً وأن يرسم الخطط النفسية والذهنية التي يحققون بها الفوز كما هي الخطط الفنية.. والمتابع للأحداث الفنية والإعلامية يلاحظ أن أغلب هذه الأندية لم تول هذا الأمر أهميته، وبعضهم أوكل ذلك للمركز الإعلامي للقيام بهذا الدور، لكنه لم يقم به، وتجد أن الإعلاميين المحسوبين على هذا النادي وذاك هم من يقومون بهذا الجهد بشكل منسق أو اجتهاد فردي من قبلهم.. هذا الموضوع يشغل تفكيري منذ مدة: لماذا لا تولي إدارة الأندية الجوانب النفسية والصور الذهنية أهمية؟! رغم أهميتها وقوة تأثيرها على الخصوم، وصدف وأنا ضيف في أحد البرامج أن طرح المقدم محور الحديث عن المتصدر الهلال وبدأ بأحد الضيوف - وصدف أن الضيفين الآخرين والمقدم ينتمون لناد واحد (صدفة وما أكثر الصدف) - وبالرغم من تفوق الهلال على الفرق التي قابلها وبالرغم من الأرقام التي تحققت حتى الآن لكن طرحهم كان بشكل مبالغ فيه وبشكل خيالي، طرح حرصوا فيه على نقل المشاهد إلى عالم من الخيال وكأننا نتحدث عن (شخصية خيالية أسطورية) حتى المقدم عاش معهم في هذا الخيال، ولم يكتفوا بذلك بل وصل بهم خيالهم لإطلاق التهديد والوعيد لكل من يقابل هذا الفريق بالهزيمة النكراء، وأن هذا الفريق مرعب لا يمكن أن يقهر أو يهزم بل لم يشهد العالم مثله.. وكنت آخر من تحدث عنه (صدفة أيضاً) وكان رأيي مخالفا كلياً لهم لقناعتي وقراءاتي إضافة لعلمي بالهدف المنشود، رأيي أعادهم من عالم الخيال إلى أرض الواقع، أيقظهم من أحلامهم التي سعوا إلى أن نعيش جميعا فيها ونصدق ونؤمن بالخرافة الأسطورية. لعلنا نستخلص مما سبق عدة تساؤلات وأترك الإجابة عنها لك عزيزي القارئ: - هل نجح بعض الإعلاميين في ترسيخ الصورة الذهنية للهلال في عقول لاعبي وجماهير المنافسين بأنهم مهزومون لا محالة وأن هدفهم المنشود يجب أن يكون التقليل من عدد الأهداف المسجلة في مرماهم؟ - هل أحسن الهلال الاستفادة من الجوانب النفسية في وقت أهملها الآخرون؟ - الهلال فريق مرعب.. حقيقة أم خيال؟