لو رجعنا بالذاكرة لنهائي دوري أبطال آسيا نسختي 2014 - 2017 والتي جميعها كان طرفها ووصيفها في الوقت نفسه نادي الهلال، وفتشنا بين سطور هاتين الخسارتين سنجد قواسم مشتركة كثيرة في المستطيل الأخضر وخارجه. بخلاف قضايا وجدليات التحكيم حديثنا مرتكز على الجانبين الفني والذهني، ولو بدأنا بالجانب الفني سنجد أهم معطى مشترك في الخسارتين هو افتقاد الهلال حينها للمهاجم الحاسم؛ لأنه وبوضوح كان أفضل من خصميه في كل التفاصيل الفنية عدا النجاعة الهجومية، وهذا الأمر تم تلافيه فالفريق يملك اليوم مهاجم بقيمة بافيتيمبي قوميز وبالتالي المعطيات مختلفة فنيا للأفضل تحديدا في هذا الجانب والمركز الحساس. أمّا ذهنيا فكلا المرتين كان الفريق مكبلا بضغوطات غير عادية حرمته من ترجمة تفوقه الطاغي على خصميه فنيا والأسباب خلف ذلك كثيرة، يهمني منها تعامل الهلاليين أنفسهم مع النهائي بشكل سلبي تحديدًا بتسويق فكرة ضعف الخصم لدرجة تشعرك أن اللقب مسألة وقت. بلا شك غياب حارس بقيمة نيشيكاوا أو محور بأهمية تاكويا له تأثيره الفني على حظوظ أوراوا، لكن ذلك لا يعني بالضرورة فوز الهلال باللقب ولا يعني أبدًا أن أوراوا فقد حظوظه قبل أن يبدأ معترك النهائي فمجريات ال 90 دقيقة هي الفيصل وما قبلها لا يتجاوز كونه معطيات قد تؤثر نسبيا بشكل سلبي وقد تكون إيجابية أيضا. السطر الأخير: هدوء إدارة الهلال وخبرة إداري بتجارب سعود كريري والأهم من كل ما سبق نضج لاعبينا بعد تجاربهم السابقة في هذه البطولة، جميعها معطيات تجعلني أنتظر فريقا أكثر ثباتا انفعاليا مقارنة بالنهائيين السابقين، التحضير الذهني هو جوهر الأمر لأن الهلال فنيا يملك كل الإمكانات لتجاوز أوراوا بإذن الله.