الدمام – نعيم تميم الحكيم الحبيب: عطاء الإنسان العربي يقوم على الحالة الانفعالية الحامد: الإدارة النفسية للفريق لا تقل أهمية عن الإدارة الفنية حمّل مختصون في علم النفس تردي نتائج بعض الفرق السعودية في دوري أبطال آسيا وخصوصا الهلال والأهلي لضعف الإعداد النفسي لها في مقابل التهيئة الناجحة للفريق الاتحادي الذي يحقق نتائج إيجابية رغم تذبذب مستواه محليا. وأكدوا على أن استمرار الإخفاق في أي بطولة يعود لأسباب عديدة من أهمها وجود عقدة هلامية كاذبة تسمى الإخفاق، يمكن للفريق أن يخرج منها متى ما كان إداريو الفريق ومدربه وإدارته مهيئة لإخراج الفريق من هذه الحالة. وشددوا على أن الضغط الخارجي الذي تتعرض له بعض الأندية كالهلال من قبل الجمهور والإعلام والمطالبة بتحقيق البطولة كانت له نتائج عكسية على نتائج الفريق، داعين لأهمية الإعداد النفسي الجيد للفريق والعمل على أن يكون هناك توزان ما بين الشحن الداخلي والشحن الخارجي للفريق. طارق الحبيب الاستشاري النفسي الدكتور طارق الحبيب، أوضح أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى تردي نتائج فريق ونجاح فريق آخر، مبينا أن نجاح فريق أو فشله مرتبط بعدة عوامل منها علاقة اللاعب بإدارة ناديه وبزملائه ومدربه، وعلاقته بأسرته وتعاطيه مع الإعلام والجمهور، وقال: كل هذه العلاقات تتفاعل مع بعضها البعض لتولد منتجا ناجحا أو فاشلا. وأشار الحبيب إلى أن عطاء الإنسان العربي عموما والخليجي خصوصا يقوم على الحالة الانفعالية، مشددا على أنه متى ما وجد اللاعب إداريين قادرين على جعله يحسن التحكم بحالته الانفعالية يستطيع أن يدير انفعالاته بشكل صحيح. وأبان الحبيب أنه التقى بالصدفة البحتة الأسبوع الماضي بفريق الاتحاد في نفس الفندق الذي كان يقيم فيه قبيل لقائه أمام فريق العربي في الدوحة، ولاحظ أن إداري الفريق يقوم بتهيئة اللاعبين نفسيا بشكل جيد، وأن هذا ربما يكون من أسباب نجاحه. وقال «ليس المطلوب أن يرافق الفريق طبيبا نفسيا بقدر ما يحتاج لإداري يستطيع تهيئة الفريق نفسيا». وخلص الحبيب إلى أن اللاعب ينبغي أن يكون واعيا بحيث يكون كالإسفنجة التي تمتص كل ما حولها، ولكن عليه أن يكون أيضا كالمرآة تعكس كل ما حولها. محمد الحامد من جانبه أكد استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أن اللاعب يتأثر بما حوله من إعلام وضغط جمهور وعوامل ميدانية، وقال: إن العامل النفسي هو الفيصل في تحديد نتائج الفرق السعودية في كأس آسيا. ورأى الحامد أن هناك فرقا لا تعاني نفسيا، بقدر ما تعاني ضغط المباريات والإجهاد البدني الذي ينعكس على أداء الفريق داخل الميدان ويجعل تركيزه ضعيفا ومجهوده أقل، مضيفا: أن الفريق الذي يلعب مباريات أقل يكون أفضل ممن يلعب مباريات أكثر مع وجود ضغوط جماهيرية وإعلامية تنعكس على أدائه داخل الميدان. لكن الحامد أشار إلى أن الضغط الإعلامي والجماهيري سلاح ذو حدين فأحيانا يكون له أثر إيجابي ومرات أخرى أثر سلبي بحسب تعامل اللاعب مع الضغوط. موضحا أن بعض اللاعبين عندما يطالبون بتحقيق نتائج يصابون بدرجة من التوتر النفسي مع وجود ضغوط خارجية، مشددا على أن الشحن الذاتي أفضل بكثير من الشحن الخارجي. ودعا إداريي الأندية إلى ضرورة أن يكون لديهم قدرة على شحن اللاعب داخليا وعدم تعريضه للشحن الخارجي في ظل وجود وسائل الإعلام الجديد. وأكد الحامد على أن الإدارة النفسية للفريق لا تقل أهمية عن الإدارة الفنية للفريق، وتساءل.. ما الفائدة من إدارة فنية جيدة للاعب متهالك نفسيا؟! ينبغي التوازن بين الإدارة النفسية والفنية. وأبان استشاري الطب النفسي أن حصول النادي على بطولة ما، تجعله صديقا لها وهو ما يحدث مع نادي الهلال الذي أصبحت بينه وبين البطولات المحلية صداقة لأنه تعود على تحقيقها في كل عام، بينما أصبحت عنده شبه عقدة من البطولات الخارجية بسبب التفكير الجماعي من قِبَل اللاعبين بالإخفاقات المتكررة رغم أن الفريق حقق البطولة في مناسبات عديدة قبل عام 2000م، وشبّه الحامد هذه العقد بأنها هلامية كذابة يمكن أن نُخرج منها اللاعبين بالإدارة النفسية الصحيحة، والتأكيد عليه بأن الفشل يصنع النجاح. داعيا الأندية لضرورة تهيئة لاعبيها قبل أي بطولة والتوزان بين الإعداد الفني والنفسي لتحقيق النجاح المنشود.