يُعد مرض «الحزام الناري» من الأمراض الفيروسية المعدية التي تصيب جسم الإنسان، وتسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا، ولكنه لا يعد من الأمراض المهددة لحياة الإنسان، ويظهر في الغالب كشريط واحد من البثور يلتف حول الجانب الأيسر أو الأيمن من الجذع، وقد يصيب الأطفال والبالغين، ولكنه أكثر شيوعا لدى كبار السن. فيروس لمرضين أوضح طبيب أمراض الجلدية وجراحة الجلد والليزر د.معتز غازي ديري أن المرض الفيروسي المعروف ب «الحزام الناري» يحدث بسبب فيروس VZV، وهو نفس الفيروس المسبب لمرض الجدري المائي. وعن سبب التسمية قال إنه جاء نسبة لأعراضه، إذ إن المنطقة المصابة تأخذ شكل الحزام الأحمر مقارنة بباقي الجسد السليم، والناري نسبة للإحساس بالحرقة والألم الشديد بالمنطقة المصابة، ويصاحب هذا المرض طفح جلدي على شكل فقاعات صغيرة، واحمرار يرافقه ألم شديد، إضافة للإحساس بالحرقة على امتداد العصب المصاب بهذا الفيروس، وتتراوح شدة الألم من شديد لمنخفض بحسب الحالة. الأسباب المؤدية وذكر الدكتور ديري أنه لا يوجد سبب واضح للإصابة ب«الحزام الناري» الذي يعد من الأمراض المعدية التي تصيب الرجال والنساء على حد سواء، كما أن المصاب بمرض الجدري المائي هو عرضة للإصابة به، حيث تشير الإحصائيات لإصابة شخص واحد من بين خمسة أشخاص تمت إصابتهم بالجدري المائي. وأشار إلى تزايد احتمالية الإصابة لدى الأشخاص الذين تقل مناعتهم بشكل عام مثل كبار السن، ومرضى السكري، والمرضى المصابين بضعف في الجهاز المناعي كمرضى الليوكيميا، إضافة للمرضى الذين يتناولون الأدوية المخفضة للمناعة مثل الكورتيزون والعلاج الكيماوي، ومن بينهم النساء الحوامل اللاتي لم يصبن بمرض الجدري المائي وليس لديهن مناعة من الفيروس، وقال: «يجب عليهن الحذر من المخالطة القريبة للمريض أو لمس المنطقة المصابة، منذ بداية ظهور الطفح الجلدي وحتى مرور أسبوع تقريبا». مرض جلدي، عصبي وبين الدكتور معتز أن «الحزام الناري» يعتبر مرضا جلديا عصبيا في نفس الوقت، حيث يظل هذا الفيروس كامناً لسنوات طويلة في العقد العصبية القريبة من الحبل الشوكي، بعد الإصابة بالجدري المائي للمرة الأولى، ولسبب غير معروف قد ينشط هذا الفيروس بعض الأحيان، ثم ينتقل خلال العصب المصاب حتى يصل لسطح الجلد المُغذى بهذا العصب، بالتالي تتم الإصابة به في منطاق محددة من الجسم، وتستمر هذه الأعراض بالغالب من يوم إلى عشرة أيام حتى تظهر أعراض الطفح الجلدي المصاحب للمرض، والذي يكون بالعادة على شكل حزام أحمر اللون وتصاحبه فقاعات صغيرة تغطي المنطقة المصابة، ثم تتحول لقشور وجروح خلال أسبوعين حتى ثلاثة أسابيع. سُبل الشفاء وقال د. معتز: «إن الشفاء من المرض في العادة يكون خلال أسابيع قلة، دون الحاجة للجوء للعلاج، الذي يكون عادة بمضاد الفيروسات خلال أول ثلاثة أيام من الإصابة، للمساعدة في تقليل مدة المرض ومضاعفاته، ويعتبر فعالا، خصوصا للأشخاص الذين يعانون اختلالا في الجهاز المناعي، ولتقليل المضاعفات المترتبة من المرض، ويكون العلاج إما عن طريق الفم أو عن طريق الوريد. إضافة لذلك، هناك فروق واختلافات بحسب الحالة وما يقرره الطبيب، كما لا نغفل دور المسكنات العادية منها والقوية، للسيطرة على الألم المصاحب للمرض». الوقاية منه وأشار د.معتز، لى أن لقاح مكافحة الجدري المائي للأطفال من طرق الوقاية الجيدة لهذا المرض، ولكن ليس بنسبة 100٪، وينصح بأخذ لقاح مكافحة الحزام الناري لمن تجاوز الستين، إذ إنه يقلل نسبة الإصابة بالمرض، وفي حالة حدوثه، يخفف بنسبة كبيرة الأعراض المصاحبة للمرض، قائلاً: «لا يمكن أن نجزم بعدم عودة المرض بصورة قطعية، ولكن في الغالب يصاب المرء به مرة واحدة، ومن النادر أن يصاب به أكثر من مرة».