حب الوطن والدفاع عنه مطلب أساسي وواجب على كل فرد، وهذا الحب يجب أن يكون بالفطرة ونغرسه في أبنائنا، وتعاليم الدين الحنيف تحث على هذا وإعلاء مصلحة الوطن فوق أية مصلحة أخرى. حب الوطن هو الانتماء الحقيقي لهذا الوطن، الحفاظ على أمنه وأمانه وعدم نشر الفتن أو الكراهية أو العنصرية بين الناس. حب الوطن يجب أن يكون بالأفعال الحقيقية بالمحافظة على مرافق الوطن والاعتناء بها، والحرص على تبادل المحبة والتآلف بين أبناء الوطن، والتأكيد على غرس حب الوطن لأبنائنا والأجيال القادمة، والتصدي لكل ما يمس أمن الوطن بأي شكل من أشكال المساس بأمن الوطن وردعه. وأتذكر هنا قصة الفلاح الروسي مع القائد (نابليون) عندما قام هذا القائد وجيشه بالسيطرة على كل أوربا وقرر غزو روسيا، وهو في طريقه إلى غزو روسيا ومرروه بالمدن الأوروبية كان الناس يخرجون من بيوتهم لمشاهدة الموكب المهيب لنابليون، وعند دخوله أطراف الأراضى الروسية شاهد فلاحا روسيا يعمل في مزرعته وبيده منجل يحرث أرضه بنشاط لا يعرف الملل ولا الكلل، ولم يعط لموكب نابليون أي انتباه. فقال نابليون لحراسه: ألا ترون هذا الفلاح الروسي لم ينظر إلى موكبي وبنات أوروبا يخرجن من بيتوهن شوقا لمروري أمام منازلهن، فأوقف نابليون الموكب وأمر بإحضار الفلاح فأتوا به مكتفا، فقال له نابليون: لماذا لم توقف الحراثة وتنظر إلى موكبي. فقال له الفلاح: أرضي أولى بالاهتمام. فقال نابليون: ألا تعرف من أنا؟. فقال الفلاح: لا يهمني أن أعرف من أنت؟. يجب أن تعرف أنا نابليون الذي سأحتل بلدك. فقال الفلاح لنابليون: أنت غازٍ حقير وأحقر من أن تحتل بلدي. فقال له نابليون: يجب أن أعلمك درسا وتتذكرني وتحمل اسمى معك دائما وتذكرني في كل وقت. فقال لجنوده: اكتبوا اسمى على ذراعه، فاحموا سيخا من الحديد واكتبوا اسم نابليون على يده ليكون وشما لا يستطيع نزعه. فما كان من الفلاح الروسي إلا أن قام برفع منجله وضرب يده فبترها، ورمى بيده وسط ذهول نابليون وجنوده وضباطه قائلا لنابليون: خذ اسمك معك، فعار علي أن أحمل اسم غازٍ حقير مثلك، فنظر نابليون إلى من حوله وقال كلمته الشهيرة (من هنا تبدأ الهزيمة) وكانت بالفعل هزيمته من روسيا. وقال الرسول عندما أُخرج من مكة مهاجرا إلى المدينة -عليه الصلاة والسلام-: والله إنك لخير أرض الله وأحب أرضٍ إلي ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت. الإسلام حث على الدفاع عن الوطن وبذل الغالي والنفيس، والتقدم بالوطن على غيره من خلال الرقي بالعلم والعمل والحرص عليهما فبهما تتقدم الأوطان. وقالها الشاعر العربي (أحمد شوقي): وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي