في أمسية تعانق فيها الشعر والموسيقى والغناء ضمت الدكتور فؤاد شيخ الدين والفنان يوسف نور وعازفي الأورغ الفنان أحمد صديق والفنان أحمد سيد، تم التعريف بالشاعر السوداني الراحل «إدريس جمّاع»، وذلك في مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام الخميس الماضي. بدأت الأمسية بعزف على الأورغ للفنانين صدّيق واحمد، نقلت أجواء الموسيقى السودانية المميزة تمهيداً للأمسية، ثم قدمت الأمسية السيدة حنين في حوار مع الدكتور شيخ الدين حول التعريف بالشاعر جمّاع، سيرته الذاتية وملامح تجربته الشعرية وتخلل ذلك غناء للفنان يوسف نور لأغانٍ معروفة من قصائد الشاعر الراحل وألحان سيد خليفة. وعن سيرة الشاعر قال شيخ الدين: إنه من مواليد حلفاية الملوك 1922م، وتوفي عام 1980، نال الليسانس في اللغة العربية من دار العلوم بمصر ودبلوم التربية، وعمل مدرساً في معهد التربية، ووصفه الدكتور فؤاد بأنه شاعر الجمال والحب والنزعة الوطنية والقومية، وشعره لُحِّن ومنه ما رسم الوجدان الوطني السوداني مثل قصيدته «أمة المجد»، وذكر أن من أجمل قصائده قصيدة «أنت السماء» وقام بغنائها الفنان يوسف نور، وهي للفنان الشهير سيد خليفة. وقال الدكتور شيخ الدين: إن الشاعر ألمَّ به مرض نفسي أقعدهُ فأدخل مشفى الأمراض العصبية، ثم أُرسل إلى لندن للعلاج لكنه لم يتعافَ من مرضه، ووافته المنية هناك، مضيفاً: إنه شكّل الوجدان الإيجابي، قومياً وعربياً، وقال القصائد في مصر وفي الجزائر وغيرها من قضايا الأمة، ويعتبر من كبار الشعراء العرب. في شعره سمات مهجرية ومزاوجة بين الواقع والخيال. وقال الفنان يوسف نور: في قصائده الكثير من المعاني ويعتبر متفرداً بلغة بسيطة مما جعل قصائده أغنيات من أجملها قصيدته التي يقول فيها: إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه / ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه صعب الأمر عليهم ثم قالوا اتركوه / إن من أشقاه ربي كيف أنتم تسعدوه وأضاف د. شيخ الدين: اهتم الشاعر بالامتداد الأفقي في شعره مما يفهمه معظم الناس، وختم ان جمّاع كان من دعاة تحرير المرأة. ومن قصائده التي غناها يوسف نور في الحفل: «ربيع الحب» وغلبت النكهة السودانية الأصيلة على الأمسية شعراً واستعراضاً لحياة الشاعر ومأساته، وشعره الرفيع، وانتهت الأمسية بتقديم الورود والدروع التذكارية والتقديرية من قبل مدير الجمعية يوسف الحربي للمشاركين.