في سياق هذه الحملات المسعورة التي تتعرض لها المملكة، والتي بلغت فيها فنون الزيف في الإعلام القطري - على وجه التحديد - حد محاولة وضع الكلام في أفواه من يستضيفونهم؛ بغية تشويه سمعة المملكة بأي ثمن، ظهرت - كما هي العادة في مثل هذه المواقف - أصالة هذا الشعب الذي يعي ما يحاك له، فتحولت معظم ساحات التواصل الاجتماعي إلى خطوط دفاع أولى، في مواجهة أولئك الذين تفرغوا لرواية الأكاذيب، وكتابة سيناريوهات الافتراء والتضليل، لتواجه قوى البغي والضلال الإعلامي التي أرادت أن تتسلل إلى مجتمعنا بدموع التماسيح، لتفاجأ بأن أول من يتصدى لها هو المواطن الذي يعرف بلاده، ويؤمن بقيادته، ويعي جيدا كيف يحاول أن ينتهز هؤلاء الغوغائيون أي فرصة سانحة لاختراق صفوفه بذريعة الخوف عليه، والحرص على سلامته، فيما هم يحملون له بين أيديهم السم الزعاف، لذلك كان أول الغيظ هو هذا الحشد الوطني التلقائي الذي سفه الإعلام المغرض، وكشف سوأته، وجعله يواجه مصيره في تصدع مصداقيته، وهو الأمر الذي أفقد أولئك المغرضين أدواتهم، وأتلف ما بقي بين أيديهم من تمثيليات المهنية، ليظهروا أمام الجميع على حقيقتهم مجرد أوكار ظلامية مهمتها صناعة أفلام الردح، وتزييف الحقائق، والعبث بأي واقعة في سياق استماتتهم لإدانة المملكة، غير أنهم نسوا أن المواطن السعودي الذي حصنته وحدة بلاده منذ أكثر من 88 عاما، وخبر قيادته منذ ما يزيد على ثلاثة قرون، لا يمكن أن يتم اختراقه بمثل هذه الأفلام السخيفة التي تم استئجار بعض المرتزقة لصناعتها بحثا عن وهم لا يوجد إلا في مخيلة من يقف خلف ذلك الإعلام، وبالتالي فنحن على يقين بأن الوجع الذي أصاب هؤلاء الموتورين من تألق لحمتنا الوطنية، ووقوف المواطن في مقدمة الصفوف للدفاع عن بلده، كان أشد إيلاما من وقع الحسام المهند، بل أشد فتكا من أي سلاح آخر، لأن سلاح اللحمة الوطنية، والتفاف المواطن حول قيادته هو السلاح الأمضى في أي معركة، لذلك كان بوسع تغريدة بسيطة من مواطن لا يمثل إلا نفسه في الدفاع عن وطنه، بوسعها أن تنسف سلسلة من الأفلام والروايات لأن ما تترجمه الضمائر النابهة والصادقة أقوى وأمضى مما يصنعه الإعلام المأجور الذي يريد أن يلوي أعناق الحقائق كما يشتهي ليكون في النهاية هو الخصم والحكم.