إدارة الهلال كانت الأميز من بين إدارات الأندية السعودية على مدار سنوات طوال مضت بفضل المبادئ التي وضعتها لتسير عليها أمور ناديها، وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الإدارة الحالية برئاسة الأمير عبدالرحمن بن مساعد، بل ينطبق أيضا على كل الإدارات الهلالية السابقة ولا نبالغ إذا قلنا منذ تأسيس الزعيم. عادة ما يحيط الهلاليون جديد ناديهم بالكتمان، ويفرضون طوقا من السرية حتى لا تتسرب تلك الأخبار إلى وسائل الإعلام أو المنافسين فيفسدون عليهم طبخاتهم ذات النكهات الخاصة، والتي يسونها على نار هادئة دائما، فتفشل صفقاتهم وهذا الأمر ذكاء من الإدارة الهلالية ويحسب لها لا عليها، إلا أن الأخيرة وكما هو حال الإعلام، انجرفت ولأول مرة وراء مطالبات الجماهير وخسروا أمام الرأي العام الهلالي لأول مرة. إذا انتقلنا للإعلام الأزرق أيضا فسنجده هو الآخر يتبع نفس سياسة الإدارات الهلالية من حيث الأسس والمعايير التي يسير عليها، وأيضا من حيث السرية والكتمان في كل ما يخص الفريق الأزرق. الإعلام الهلالي وكذلك الإدارة دائما ما يتعاملون بذكاء مع وسائل الإعلام ومع جماهير الموج الازرق وتتخذ ما تراه يصب في مصلحة الفريق من قرارات، ويدافعون باستماتة عن كل شيء يخصهم ولا ينجرفون وراء «الطعم» مهما كانت درجة مهارة الصياد لأنهم يعرفون جيدا ألاعيب الصيادين فإذا رموا لهم «السنارة» جهة اليمين تجدهم ذهبوا ناحية اليسار واذا ألقى لهم الصياد بسنارته جهة اليسار تراهم يتجهون لليمين للإفلات من محاولات الوقيعة بهم مهما كان نوع الطعم المستخدم لاصطيادهم أو درجة مهارة الصياد. إدارة الهلال والإعلام الأزرق كانا الأميز على مدار سنوات إلا انهما انجرفا وراء المطالبات الجماهيرية ولعل كلامهما عن الاستغناء عن استقالة الرئيس عبدالرحمن بن مساعد والمدرب كومبورايه يكشف بما لا يدع مجالا للشك ان ثقة الادارة الهلالية مهزوزة. الهلاليون بلعوا «الطعم» بسبب السخط الجماهيري على المدرب رغم أن الهلال بدأ يستفيق مجددا لأن أي مدرب يحتاج للصبر عليه حتى تظهر بصماته مع الفريق. الادارة الهلالية والاعلام الهلالي انكشف حاله منذ قضية المدرب الألماني توماس دول في الموسم الماضي تحديدا والتي تعد الموقعة الأولى التي خسرها الهلال كإدارة وإعلام أمام الرأي العام وكانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. انجرفت الإدارة الهلالية بعد ذلك وراء نفي الشائعات التي باتت تلاحق الفريق منذ الموسم الماضي سواء على صعيد بقاء او رحيل اللاعبين او المدربين لنفي الاستغناء او التعاقد مع لاعبين او مدرب للفريق، وانشغلت كثيرا بذلك الموضوع. صحيح أن الهلال لم يظهر بشكله ومستواه المعتاد في بداية الموسم، إلا أنه نهض يحقق نتائج جيدة حتى الآن، واستطاع أن يستعيد الشكل الجمالي في أدائه شيئا فشيئا إلا أن غضب الجمهور الهلالي ظل ثابتاً ولم يتغير. السخط الجماهيري الهلالي على الادارة بات يزداد يوماً بعد يوم، الا ان اللاعبين بامكانهم تخفيف العبء عن انفسهم وادارة ناديهم التي لم تبخل عليهم بشيء باستعادة بريقهم من جديد وغسل احزان وهموم جماهير صبرت كثيرا لترى فريقها بكأس العالم للاندية لكن دون جدوى. الهلاليون بلعوا «الطعم» بسبب السخط الجماهيري على المدرب رغم أن الهلال بدأ يستفيق مجددا لأن أي مدرب يحتاج للصبر عليه حتى تظهر بصماته مع الفريق.