المتابع للهلال الجديد، هلال عبدالرحمن بن مساعد، الذي أمسك زمام الأمور فيه منذ ثلاثة مواسم، سيجد تغيرات جذرية حدثت بين ليلة وضحاها لا بين موسم وآخر؛ تغييرات في الفكر العام للنادي إدارياً وفنياً وطريقة تعامله تربوياً مع اللاعبين، تغييرات في سياسة التعاقد العشوائي مع الأجهزة التدريبية واللاعبين الأجانب التي درجت عليها الأندية المحلية ردحاً من الزمان، تغيير في طريقة التعاقد الساذجة التي تعتمد على تسريب معلومات عن المفاوضات قبل اكتمالها بحثاً عن الثناء والمديح الوقتي، وما النتيجة النهائية؟ تدخلات على الصفقة وتخريب له أول وليس له آخر، ولكن.. ليس مع الهلال الجديد. ورش العمل الزرقاء الهلال الجديد، منظّم قدر المستطاع، يستعين على قضاء حوائجه في سوق الانتقالات بالكتمان أولاً وأخيراً، وضمن ورش عمل مكونة من فرق خبراء يتقدمهم الرئيس وذراعه اليمنى وأخوه الجناح الاستثماري عبدالله بن مساعد، وأسماء أخرى لا تقل أهمية، كلٌ في مجاله ما بين سامي والناقور ومحجوب، لتكون النتائج المتوقعة لتلك الورش المنظمة تعاقدات خاصة وبطريقة سلسة لم تعرفها الإدارات السابقة للزعيم؛ فلم نعد نسمع بتلك التدخلات المُغرضة، أو المزايدات المُخربة، بل غاب أهلها مع غياب الضجيج الإعلامي غير المفيد، الذي ألغتهُ الإدارة الزرقاء كلياً، فكانت النتائج كالآتي: التوقيع مع محور دولي وقائد لفريقه الأوروبي، تلاه الاتفاق مع مهاجم دولي آخر وبغمضة عين خرجت الصور مثبتةً ل(التوقيع) لا للمفاوضات أو للتصوير فقط، واختتمها بالتوقيع مع لاعب آسيوي مميز تم اختياره بعناية، وبعيداً عن ضوضاء الإعلام الذي لوّح بأسماء مختلفة يمنة ويسرة دون تحريك شعرة في المفاوض الهلالي الواثق من نفسه ومن كتمانه الناجع ومن تستره المفيد في المحصلة. في الهلال.. البقاء للأقوى الهلال الجديد، يحمل شعاراً جديداً بدأ بثّه ونشر أخباره شيئاً شيئاً عبر الموسمين الماضيين، يقول بصوت متصاعد الصدى: البقاء للأقوى، للأكثر انضباطاً، للأوضح تطوّراً، للأكثر إخلاصاً وتفانياً للشعار، فبدأت مرحلة انضباطية جديدة كشفت من خلالها حقيقة الكثير من المتلاعبين، أو بالأحرى غير المكترثين بالشعار وما يمثله لدى مسيّريه وجماهيره، كما أظهرت تلك السياسة أولئك الذين ظنّوا جهلاً أن القطار باقٍ والمقاعد متوفرة مهما تأخروا عن الوصول. فبدأت مرحلة التمشيط التربوي والفنّي في صفوف الفريق، ولم يعد هناك مكان لغير المنضبط ولا لغير المتطور، بل هناك دكّة هادئة بإمكانهم تسليتها لحين استفاقتهم من الخيال الذي زرعه فيهم جهلهم وظنهم أن الكيان بلا رقيب يتابعه، فكان أن ظهر الرقيب الجماهيري ليضغط على الرقيب الإداري محفزاً ومستعجلاً إياه لتفعيل القرار المنتظر: «البقاء في الهلال الجديد للأقوى».