كشف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ د. عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ عن إطلاق منظومة رقابية جديدة تتمثل في شبكة متكاملة بكاميرات متطورة لمراقبة كافة مساجد المملكة وتركز أولا وأخيرا على أداء رسالة المسجد وأمنه بالتنسيق مع الجهات المعنية، فيما ستنشئ بفروع الوزارة مراكز عمليات ترتبط بالمركز الرئيسي في الرياض. وأكد د. آل الشيخ خلال حوار خاص ل «اليوم» أن جماعة الإخوان المسلمين أشر فئة على الإسلام والمسلمين على مر العصور ومن يرد أخذ الدليل فلينظر إلى جميع الثورات والدمار الذي حصل لكثير من الدول واصفًا إياها بشعلة الفتن في الدول الإسلامية، وشدد على قيام الوزارة بدورها وبكل صرامة في المحافظة على دور العبادة وتحقيق المقاصد الصحيحة لتعاليم الإسلام السمحة في ظل توجه الدولة القوي لاستعادة المنابر التي اختطفت من قبل المتشددين وبعض ذوي التوجهات السياسية، وأوضح أن مطالبة المغرضين بتسييس الحج ليست استهدافا للمملكة وإنما استهداف للإسلام لأن المملكة قلب العالم الإسلامي ورأسه. - حدثنا في البداية عن الاعتدال والوسطية التي تنتهجها المملكة منذ تأسيسها. منهج المملكة العربية السعودية قائم على الاعتدال والوسطية ومرتكزها في جميع التعاملات والتوجهات منذ تأسيس هذه الدولة التي أصبحت القائدة عالميا في مكافحة ومجابهة الأفكار المتطرفة استنادا إلى مكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية، وتأثيرها على العالمين العربي والإسلامي، ولديها توجه قوي جدا لاستعادة المنابر التي اختطفت من المتشددين وبعض ذوي التوجهات السياسية، وستقوم الوزارة بدورها وبكل صرامة في المحافظة على دور العبادة وتحقيق المقاصد الصحيحة لتعاليم الإسلام السمحة، وبتر كل من تسول له نفسه اختطاف المنابر، فمنذ نشأة الدولة السعودية، ارتبطت بالدين والدعوة ارتباطا وثيقا، وظل هذا الارتباط قائما في كل عهودها، والمملكة بفضل الله وقيادتها الحكيمة لديها القوة الرادعة لكل من ينال من مشاعر الاسلام، وهي محمية بفضل الله ثم بفضل هذه الحكومة التي سخرها الله لهذه الأمة ورزقها الإمكانات العظيمة لحفظ قبلة الاسلام المقدسة. - كيف تنظر لنجاح حج هذا العام وتكاتف كافة قطاعات الدولة الحكومية والخاصة؟ موسم حج هذا العام حقق نجاحا متميزا من خلال ما تقوم به المملكة من جهود جبارة في التنظيم والتنسيق بين القطاعات الحكومية والخاصة لتقديم جميع الخدمات لحجاج بيت الله الحرام وتسخير جل اهتمامات الحكومة في عمارة الحرمين الشريفين وتنفيذ العديد من المشروعات في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، كما حقق موسم هذا العام انسيابية في حركة الحجاج بشكل أكثر احترافية ومثالية ساهمت بشكل كبير في تقليص وقت نفرة الحجيج من منى إلى عرفات أو في تنقلاتهم بين كل المشاعر التي لم تتجاوز ربع ساعة إلى عشرين دقيقة لأول مرة والتي لم تحصل في تاريخ العبادة، ومع توفير الأجواء الروحانية التي تعينهم على أداء مناسكهم. - وماذا عن قراراتكم الجديدة منذ توليكم حقيبة الوزارة؟ وكيف تنظرون لجدواها على الأمدين القصير والبعيد؟ القرارات التي اتخذت اجتهاد من أي مسؤول في الدولة يأتي الى وزارة يرجو ان يقدم عملا ينفع، وكل يجتهد يما يراه ليبرئ ذمته أمام الله ثم المسؤولين وتقديم أي عمل اوكل اليه بالصورة اللائقة شكلا ومضمونا. - كيف ترى أنظمة ولوائح الوزارة.. ومدى الحاجة لإجراء تعديلات تخدم أهداف الدولة داخليا وخارجيا؟ الوزارة عملها مؤسساتي وتجدد أنظمتها كلما تطلب الوقت او الحاجة الى تجديد أنظمة او إضافة أنظمة او تعديل أنظمة نسير وفق هذا ونعمل عليه وعمل الوزارة منظم وليس مرتجلا ولله الحمد، يسير وفق خطط ومناهج ودراسات موثقة وقوية ايضا. - لديكم توجه للرقابة على مساجد المملكة عبر التقنية الذكية المواكبة لرؤية السعودية 2030.. حدثنا عن ذلك. التقنية عنصر مهم في الوزارة لتحقيق رؤية السعودية 2030 التي تبناها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسهلت علينا أمورا عديدة، والآن سيتم إطلاق منظومة رقابية جديدة في الوزارة تتمثل في شبكة كاميرات متطورة تتيح المراقبة المباشرة لكافة مساجد المملكة وتركز أولا وأخيرا على أداء رسالة المسجد وأمنه بالتنسيق مع الجهات المعنية، وسيكون بفروع الوزارة مراكز عمليات ترتبط بالمركز الرئيسي في الرياض، بجانب التنسيق المتبادل بين الوزارة والائمة والمؤذنين وتحديد مهام ومسؤولية تلك الكاميرات ومنح الإمام المسؤول عن المسجد صلاحيات تشغيلها أو إغلاقها وقت الحاجة. - من خلال المؤشرات الخاصة بأعداد المساجد والمناشط الدعوية هل حققت نموا متزايدا؟ وكم بلغت خلال خمس سنوات وحتى العام الحالي؟ المساجد ولله الحمد في اتساع وكما تعرفون فإن عدد سكان المملكة ارتفع، وكلما ارتفع معدل نمو السكان في المملكة احتاج السكان الى مساجد جديدة، فالحاجة هي التي تولد بناء هذه المرافق، وكلما ارتفع معدل النمو ارتفع معدل نمو المساجد بنسبة وتناسب وهذا امر طبيعي وهناك أكثر من 100 ألف مسجد في المملكة وقرابة 16 ألف جامع تقام فيها صلاة الجمعة. - الدولة لديها توجه في الاعتماد على الطاقة البديلة والطاقة الشمسية.. فهل لدى الوزارة خطط لاعتماد المساجد على الطاقة الشمسية بدلا من الكهرباء؟ نعم هناك خطة في هذا الاطار وحاليا لدينا نموذج تم تطبيقه في أحد الجوامع من أجل الاستفادة من الطاقة الشمسية وبيع الفائض وتخصيص ريعه للمسجد وفي حال نجاح هذا النموذج سيتم تطبيقه للاستفادة منه بكافة مرافق الوزارة والمساجد. - كيف ترى الحملة الإلكترونية التطوعية المستقلة «السكينة»؟ وهل سيكون لها عمل أسرع خلال الفترة المقبلة؟ الحملة الإلكترونية التطوعية المستقلة «السكينة» تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أدت رسالتها على أكمل وجه، ونتمنى ونرجو ان يكون أداؤها افضل. - هناك دعاة بالخارج تشرف الوزارة على اعمالهم وقد ينتمي بعضهم للإخوان المسلمين كيف تتعاملون معهم؟ لا أعتقد ان من الدعاة من ينتمي الى فكر جماعة الإخوان المسلمين. - مكاتب الوزارة بالخارج.. هل هناك نية لإغلاقها أو تطوير أعمالها؟ هناك نية لبذل الجهد بأن تقوم بحمل رسالتها وفق ما يرضي الله سبحانه وتعالى وعلى منهج رسول الله. - هل أوقفت الوزارة توظيف الخطباء والمؤذنين.. أم هناك تنظيم جديد؟ الوزارة لم تغلق باب التوظيف وهناك عملية تنظيمية تقوم بها لتطوير العمل وفق رؤية السعودية 2030 لتجديد وتحديث الوظائف وفق نموذج عصري يناسب توجهات المملكة، ولأن بعض الوظائف بحاجة إلى تطوير مع دخول التقنية تطلب الامر توجيه الوظائف إلى حاجة الوزارة، فعلى سبيل المثال لا الحصر مع دخول تقنية الكاميرات إلى المساجد أحدثت فائضا من المراقبين الذين يشغلون مناصب أئمة جوامع وهناك العديد من المساجد لا يوجد بها أئمة رسميون ويجري تحويل المهن أو الوظائف لاحتواء الموجودين. د. عبداللطيف آل الشيخ يتحدث إلى «اليوم» (تصوير: إبراهيم السقوفي)