وافق كلٌ من مجلس إدارة بنك ساب ومجلس إدارة البنك الأول على الدخول في اتفاقية اندماج بينهما لإنشاء بنك متميز جديد يساهم في توفير المزيد من الفرص للعملاء ويدعم تحقيق النمو بما يلبي طموحات المملكة. ولا يزال يتطلب هذا الاندماج اعتماده من قبل المساهمين والجهات التنظيمية، والذي سيقود لتأسيس ثالث أكبر بنك في المملكة وسيزيد من قدرته في قطاعي الخدمات المصرفية للشركات والخدمات المصرفية للافراد، مع إمكانيات وصول منقطعة النظير إلى شبكة المصارف العالمية مما يسهل التدفقات النقدية الاستثمارية الضخمة إلى داخل المملكة كما يساعد على نمو التجارة الدولية في المملكة. من جهته قال البنك «الأول» و«ساب» إنه تم الاتفاق على تعيين لبنى العليان، في منصب رئيس مجلس إدارة البنك الجديد، وهي أحد الأعضاء الذين سيتم ترشيحهم من قبل مجلس إدارة البنك الأول. كما سيتم تعيين نائب رئيس مجلس إدارة البنك الجديد من ضمن أعضاء مجلس إدارة بنك ساب الحاليين، وتعيين ديفيد ديو في منصب العضو المنتدب للبنك الجديد. البنك الجديد يقدر بأصول 290 مليار ريال وقال المحلل الاقتصادي والمصرفي فضل البوعينين ان خلق كيانات مصرفية كبيرة من خلال الاندماج كما حدث بين بنكي ساب والأول؛ حيث سيحتل البنك الجديد المرتبة الثالثة بين المصارف السعودية بأصول تقدر ب 290 مليار ريال؛ كما سيعزز من قدرتها التنافسية وملاءتها المالية وقدرتها التمويلية، وسيخفض من تكاليفها التشغيلية مما ينعكس على حجم الأرباح المتوقع نموها؛ ومن الطبيعي ان تكون البنوك السعودية مهتمة برفع كفاءتها التشغيلية وقدرتها التمويلية لمواجهة المنافسة المتوقع مواجهتها من البنوك العالمية التي ستبدأ بالدخول للسوق السعودية تدريجيا كنتيجة مباشرة لانتهاء فترة السماح بسيادية القطاع المالي التي حددتها منظمة التجارة العالمية؛ وللإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها الحكومة وفق رؤية 2030 التي أسهمت في فتح السوق للاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع البنوك. وتابع البوعينين انه يعتقد أن عمليات الاندماج بالقطاع المصرفي؛ بالرغم من أهميتها الاستراتيجية والتشغيلية والربحية؛ إلا أنها ربما تكون مؤشرا على دخول بنوك اجنبية للسوق السعودية وأولها سيتي بنك الأمريكي. وأضاف البوعينين: ان قرار الاندماج استراتيجي ويخضع لمعايير ومتطلبات مختلفة ليس من بينها خروج الشريك الأجنبي، فهناك بنوك سعودية لا وجود للشريك الأجنبي فيها؛ وما زالت باقية على وضعها، وبعضها ربما يشهد اندماجا مستقبلا لأهداف تشغيلية ربحية لا أكثر ولا اقل. وأوضح البوعينين أنه توجد آثار إيجابية للاندماج فإن خلق كيان مصرفي كبير قادر على المنافسة ومواجهة المتغيرات المالية والاقتصادية؛ وزيادة الملاءة المالية وبالتالي القدرة التمويلية؛ وخفض التكاليف التشغيلية سينعكس ايجابا على الربحية المتوقع نموها مستقبلا، كما توجد آثار سلبية وهي تقلص عدد البنوك حيث تستدعي الحاجة زيادتها بشكل كبير لتلبية الاحتياج المحلي. الاندماج مؤشر قوي على بداية نهضة تنافسية حقيقية قال الخبير الاقتصادي والمستشار الدولي للأمم المتحدة باسم حشاد: في تقديري أن الاندماج الذي تم بين البنكين مؤشر قوي على بداية نهضة تنافسية حقيقية للصناعة المصرفية في المملكة، وايذان ببدء الاستعداد لمنافسة قادمة من الخارج بعد أن تأهل السوق السعودي بشكل كبير للاندماج بالسوق المصرفي العالمي. وتابع: بناء على التقارير فإن اندماج بنكي «ساب» و«الأول» سيؤدي إلى أن يكون الكيان الجديد في المرتبة الثالثة بعد البنك الأهلي ومصرف الراجحي من حيث الموجودات بقيمة 267.9 مليار ريال، كما سيكون الثالث من حيث محفظة القروض (التمويل والاستثمار) البالغة 172.5 مليار ريال، ووفقا للقوائم المالية للبنوك السعودية للربع الثاني 2018 فبلا شك تنتج عنه منافسة قوية تضاف للسوق المصرفي. ومن المتوقع أن تبلغ الحصة السوقية للكيان الجديد 12.4% من قيمة قروض القطاع المصرفي، وكذلك 12% من اجمالي ودائع القطاع، بقيمة تبلغ 199 مليار ريال.