الذين عايشوا الإعلام الرياضي بالمملكة في بداياته أو مراحل سابقة منه يرون المسافات المتباعدة بينه وبين الإعلام الرياضي الحالي، رواد الإعلام الرياضي الأوائل كسبوا المباراة من شوطها الأول بأهداف الواقعية والاتزان وإخماد بركان التعصب بتحليل موضوعي أو رأي هادف؟ او نقد يسمو فوق الميول والرغبات. تركي عبدالله السديري، خالد المالك، هاشم عبده هاشم، عبدالله بامهير، عبدالله باجبير، علي الرابغي، راشد فهد الراشد، فايز حسين، محمد بن شاهين. بعد ذلك جاء محمد العمرو، فالح الصغير، حسن باخشوين، احمد العلولا، عبدالعزيز شرقي، د. عادل عصام الدين، سليمان الرميح، د. مبارك الدوسري، مساعد العبدلي، عبيد كعدور، عبدالله الحرازي، خالد مرشد، محمد البكر، فيصل العثمان، عبدالله العتيبي، صالح الفهيد، محمد البكيري، عيسى الجوكم، خالد قاضي، سعيد الهلال، حسن الطلحي وغيرهم. رحم الله من رحل منهم وأطال في عمر الموجودين، هذه الأسماء كثيرا ما توهجت حروفها على الصفحات الرياضية وكانوا يحاسبون أنفسهم قبل محاسبة القارئ لهم ولا يتساهلون مع مبادئهم. اذا قرأت لهم الأوكسجين يتنفس الكلمة النظيفة مع سطورهم، ويملكون القدرة على احتواء الغاضبين من آرائهم !! الآن الإعلام الرياضي استبدل البدلة «السموكن» «بالكرافات» السوداء وكأنه في حداد؟ السبب ان بعض الإعلاميين الرياضيين ذهبوا بالنقد المتزن الى المجهول كما تذهب مياه الأنهار الى المحيطات! وقرأنا قبل مدة وجيزة إحالة سبعة من الإعلاميين الرياضيين للمساءلة إما لتغريدات مسيئة او تجاوزات غير مسئولة، ونتساءل هل ذابت اخلاقيات المهنة مع الذين دخلوا هذا المجال؟ وهل كتب على الصفحات الرياضية أن يغادرها الجمال لتسبح في فضاء فارغ ومظلم؟ أرى ان ستائر النسيان لن تسدل على ذكرى زمن إعلام رياضي قديم، طالما ان البعض من الموجودين حاليا نتيجة تعصبهم جعلوا الصفحات الرياضية مثل مريض ممنوع عليه أن يشفى، وممنوع عليه أن يموت؟؟