سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الضوء على المعاناة، التي تعيشها الأقليات في دول جنوب شرق آسيا، خاصة المسلمة منها، موضحة أن أوضاع تلك الأقليات تزداد سوءا. انطلقت الصحيفة في تقريرها من قرار للحكومة الهندية ترك ملايين الأشخاص في البلاد دون جنسية، ولفتت إلى أن المسودة النهائية للسجل الوطني للمواطنين عن ولاية «آسام»، الواقعة في شمال شرق البلاد، استبعد ما يقدر بنحو 4 ملايين شخص، ما يعني أن الحكومة رفضت إثباتهم للجنسية عند تحديثها سجلات الدولة، وسط مزايدات سياسية في قضية «المتسللين» من بنجلاديش المجاورة. كبش فداء ولفتت «واشنطن بوست» إلى أن سياسات الهوية والهجرة في آسيا، موطن أغلبية سكان العالم، هي الأكثر تقلباً في العالم، وتهدد بتفجيرات عنف أكبر. وتابعت الصحيفة: من الهند إلى الفلبين، ثمة مجموعة من الدول الآسيوية التي خرجت من حروب وإمبراطوريات القرن الماضي تتباهى بأنها مجتمعات ديمقراطية متعددة الأعراق، لكن هذه التعددية تواجه تحدياً قاسياً بسبب أغلبية طاغية. وأضافت: في ميانمار، كان الروهينجا منذ فترة طويلة كبش الفداء من القوى الموجودة، موضحة أنه حتى القيادة المدنية الجديدة في البلاد تفضل كالجنرالات الأغلبية القومية البوذية، بينما حرمت الروهينجا بشكل ممنهج من نفس الحقوق التي يتمتع بها مواطنوهم. الإيجور الصينية وقالت الصحيفة الأمريكية: وفي الصين التي يوجد بها 50 عرقية معترف بها رسميا، تعاني أقلية الإيجور المسلمة، في منطقة شينج يانج الواقعة في أقصى غرب البلاد، كما تفرض قيوداً صارمة على ممارسة عقيدتهم، وشجعت هجرة الصينيين «الهان» إلى المنطقة لتخفيف التركيبة الديموغرافية. ويزعم الإيجور في المنفى أن عشرات الآلاف من مواطنيهم قد ارسلوا إلى «معسكرات إعادة التعليم»، التي تخفي المعارضين المحتملين وتسعى إلى تلقينهم وفقاً لإيديولوجية الحزب الشيوعي، وتبرر السلطات الصينية سياسات القمع بالإشارة إلى ما تزعم بأنه تهديد من الأقلية.