أنهى سوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع المنصرم على ارتفاع لافت ومهم في هذه الفترة بلغ 177 نقطة أي بنسبة 2.34%، وتأتي أهمية هذا الارتفاع لأنه أتى من إحدى أهم النقاط الفنية الرئيسية عند 7,400 نقطة ويبدو أن لاقتراب إعلانات الربع الثالث دور كبير في هذا الارتفاع في ظل غياب أي أخبار جوهرية سواءً محليًا أو عالميًا، بالإضافة إلى استقرار أسواق النفط وأسواق الأسهم العالمية، والتي شهدت نوعًا من التهدئة بعد النزول اللافت خلال الأسابيع القليلة الماضية. 12.7 مليار ريال سيولة الأسبوع الماضي أما من حيث السيولة المتداولة فقد بلغت للأسبوع الماضي حوالي 12.7 مليار ريال مقارنةً بنحو 10.8 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، ورغم أن السيولة لا تزال ضعيفة من وجهة نظري إلا أنها تظل جيدة مع الارتداد لكن لابد من استمرار ارتفاع مستوى السيولة مع أي ارتفاع قادم خاصةً مع اختراق المقاومات القادمة حتى يتم التأكد بأن القاع الذي حققه السوق عند 7,400 نقطة لن يتم كسره مجددًا حتى لو استمر السوق في مرحلة تذبذب أفقي؛ لذا فمراقبة السيولة خلال الأسابيع القادمة مهمة للغاية. التحليل الفني لا شك في أن الارتداد من دعم 7,400 نقطة بسيولة أعلى من الأيام الماضية له دلالة مهمة على أن المؤشر العام بصدد الدخول في موجة ارتدادية قبل أن يهبط مجددًا لإكمال الضلع الأخير من الموجة التصحيحية كاملة وحتى يتم التأكد بأن السوق حقق قاعًا بالفعل، وأنه لن يعود لكسر هذا القاع في الموجة الهابطة المنتظرة لابد من مراقبة مقاومات الارتداد الحالي عند مستويات 8,050 نقطة، ثم 8,300 نقطة، فاختراقهما يعني أن الارتداد الحالي قد يمتد حتى مناطق 8,500 نقطة، وفي هذه الحالة أعتقد أنه من الصعب على المؤشر العودة لكسر قاع 7,400، وهذا يعني أن النزول الأخير المرتقب سيكون لتأسيس قواعد سعرية متينة تمكّن السوق من اختراق القمة التاريخية 8,500 نقطة، وهذا يحتاج لتهيئة سعرية وسيولة كبيرة تجعل من السهل تحقيق السيناريو المذكور. قطاع المواد الأساسية أما من حيث القطاعات فأجد أن قطاع المواد الأساسية قد تمكّن بنجاح من احترام دعم 5,500 نقطة، ثم اختراق مقاومة 5,600 نقطة، وهذا يعني أن القطاع مهيّأ للوصول إلى مستوى 5,800 نقطة، وهو ما يوحي بأن القطاع سيدعم أداء السوق خلال هذا الأسبوع بحول الله. في المقابل أجد أن قطاع البنوك تمكّن من الإغلاق نهاية الأسبوع فوق دعم 6,550 نقطة، وهذه إشارة جيدة إلى أن القطاع سيحاول الارتداد حتى مقاومة 7,000 نقطة، وهي واحدة من أصعب النقاط خلال الفترة الحالية، عندها سيصبح التحدي اختراق هذا الأخير حتى تستمر الإيجابية على القطاع، أما الفشل في ذلك فيعني أن القطاع مهدّد بالتراجع مرةً أخرى، وهو ما سيضغط على السوق حينها. أسواق السلع العالمية بعد التصريحات المتبادلة بين الولاياتالمتحدة من جهة والاتحاد الأوروبي والصين من جهة أخرى بشأن الضرائب على السلع، وما لذلك من تأثير واضح على أسواق الأسهم الأوروبية والآسيوية، قفزت أسعار خام برنت لتتجاوز قمة 80.50 دولار؛ لتخرج من مسارها الأفقي، والذي دام عدة أشهر لتفتح المجال بذلك للوصول إلى المقاومة الفنية المرصودة عند 88 دولار، وهذا أمر جيد خلال ما تبقى من العام الحالي. من جهة أخرى ما زال خام WTI يتداول في نطاق أفقي بين قمة 72 دولار، ودعم 65 دولار، وهذا مهم للغاية من وجهة نظري؛ لأن الهدف من ذلك الإيحاء للمستثمرين بأن أسواق النفط مستقرة، وبالتالي تحفز الاستثمار في القطاع النفطي الضعيف من حوالي 4 سنوات تقريبًا.