إنتاج وقود الطاقة من النفط مصحوب بانبعاث الغازات المؤثرة سلبًا في المناخ على مستوى العالم، لذلك تبذل الدول المعنية بإنتاج النفط وتكريره واستخدامه في النقل الخاص والعام والبضائع الجهود لخفض نسبة الانبعاث إلى المستوى الممكن، حيث وضعت المعايير العالمية في هذا الشأن. وبالطبع تبنت بعض الشركات هذه المعايير من منطلق المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع، بينما رأت بعضها أهمية تجنب مخالفة الناحية القانونية. تشمل المسؤولية الاجتماعية وأخلاقيات المهنة للشركات العديد من الاهتمامات، ومنها خدمة المجتمع الذي تمارس فيه نشاطاتها. ولقد كان، ولا يزال، لشركة أرامكو السعودية اسهامات كثيرة في هذا الجانب الحيوي الذي يلامس احتياجات المجتمع في المملكة والعالم. استثمرت أرامكو السعودية نسبة سخية من ايرادات النفط في حماية البيئة من الانبعاثات الكربونية وغيرها، والتي تساهم في تلويث البيئة. ولأهمية البيئة في استراتيجية أرامكو السعودية فقد تم إنشاء إدارة متكاملة متخصصة في إدارة حماية البيئة. لقد شهدنا منذ أكثر من ثلاثة عقود نهاية لسنوات من حرق الغاز المصاحب في الهواء وجاء عصر استغلاله والاستفادة منه. لأرامكو السعودية مساهمة وحضور فعال في المنتديات وورش العمل والمؤتمرات المحلية والإقليمية والعالمية ذات العلاقة والاهتمام بالتغير المناخي البيئي الناتج عن الانبعاث الكربوني المصاحب لإنتاج النفط. حصدت أرامكو السعودية العديد من الجوائز المحلية والعالمية في حماية البيئة، وذلك بناء على ما حققته من تميز في حماية البيئة من الملوثات المصاحبة لاستخراج وتكرير النفط. ويعد الانبعاث الكربوني من أكثر الملوثات المؤثرة في صحة البيئة. شاركت أرامكو السعودية في دراسة رائدة نشرت نتائجها في 31 أغسطس 2018م، وذلك في مجلة العلوم (Science Magazine)، حيث تمثل أول مراجعة شاملة للانبعاثات الكربونية المرتبطة بإنتاج النفط على مستوى العالم. وتشير الدراسة، التي شارك في إعدادها 24 باحثًا، إلى حجم الانبعاثات في عام 2015م، وذلك في 8966 حقل نفط منتجًا في 90 دولة، ما يؤهلها إلى حد كبير إلى أن تكون بمثابة التحليل الأكثر شمولية لكثافة الانبعاثات الكربونية في حقول النفط الخام حتى الآن. وتشير نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة ستانفورد بالتعاون مع 15 جهة عالمية رائدة إلى وجود تباين كبير في كثافة الانبعاثات الكربونية على مستوى الدول، حيث يتراوح مجموعها من 3.3 إلى 20.3 جرام مكافئ من ثاني أكسيد الكربون لكل ميغا جول. وكانت المملكة العربية السعودية بين الدول التي تنتج أكثر من 0.1% من إنتاج النفط العالمي، حيث جاءت في المرتبة الثانية بعد الدنمارك باعتبارها المنتج الأقل من حيث كثافة الانبعاثات الكربونية وفقًا لنتائج الدراسة. نتمنى لأرامكو السعودية المزيد من التميز والتقدم عالميًا في كافة نشاطاتها، خاصة في حماية البيئة من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن استخراج وتكرير النفط.