تواجه العديد من النساء صعوبات تعترض تحقيق حلمهن في قيادة السيارة على أرض الواقع، وتتمثل في ارتفاع رسوم استخراج رخص القيادة، وكذا رسوم مدارس تعليم القيادة علاوة على تعاون بعض الرجال في حالة وقوع حوادث او اخطاء بسيطة على الطرق. وأشارت فاطمة زلزلة الى انها كانت تنتظر قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، وكانت تغمرها اللهفة للجلوس خلف المقود لإثبات وجودها كسيدة من سيدات المجتمع القادرات على قيادة السيارة، كما سبق واثبتن قدرتهن على قيادة الأسرة والمدرسة، لكن واجهتها عدة صعوبات في ناحية الاجراءات، ومنها ارتفاع رسوم استخراج رخصة قيادة، وكذا تكاليف مدارس تعليم القيادة للسيدات بجانب ندرة توفرها بالمنطقة، مضيفة ان المرأة اذا قادت السيارة بدون رخصة فستتعرض للمخالفة، بينما تتمثل الصعوبة الثانية في النزول إلى الشارع والانخراط في عالم القيادة بجانب الرجل، فرغم تعاون معظم الرجال في افساح الطريق واعطاء الاولوية للمرأة بالمرور، الا ان الأمر لا يخلو من بعض المضايقات من الرجل وكأن المرأة سلبت حقه في الشارع باعتباره ملكية خاصة به، وان حدث اي خطأ - والأمر لا يخلو من ذلك - يرفض التعاون ويبادر الى الاتصال فوراً بأقرب دورية وكأنه قد اصطاد هارباً من العدالة، متناسيا أن التي أخطات قد تكون زوجته او اخته أوابنته. واضافت بأنه لا يجب إلقاء اللوم على السيدات ان ارتبكن او بدر منهن خطأ فالنزول للميدان ليس بالأمر الهين مع العلم ان السائقين الرجال توفرت لهم مجالات واسعة في تعلم القيادة، ورغم ذلك لا يخلو سجلهم من الأخطاء والمخالفات، وطالبت «زلزلة» الجهات المختصة باتخاذ الاجراءات اللازمة لتوفير بيئة ملائمة لتعليم النساء القيادة وتخفيض الرسوم المطلوبة ليتمكن اكبر عدد ممكن من الحصول على التصاريح والرخص. وقالت منار البقشي: اجد صعوبة في التمكن من القيادة والتمرس عليها بسبب الرهبة من مواجهة السيارات الأخرى مما يسبب لها ارتباكا لان السائق لا يقود سيارته فقط وانما يقود سيارته والسيارة التي خلفه وأمامه وعلى جانبيه، وهذا يتطلب متابعة المرايات الجانبية والمرآة الأساسية وان يكون له 20 عينا للتركيز والدقة والحذر وسرعة البديهة، وذلك حالياً اصعب ما واجهته في القيادة ولكنني سأجتاز هذه الصعوبات مع الوقت. وقالت الهام بوخمسين: إن مشكلتها الكبرى تكمن في عدم وجود أماكن لتعليم القيادة في كل مناطق المملكة، وعليها الانتظار طويلا حتى يصلها الدور، فيما ذكرت شيخة الدريبي ان كثيرات يتطلعن لقيادة السيارة خصوصا بعد السماح للسيدات بذلك، ولكن يتملكنهن الخوف فالموضوع بحاجة لجرأة ومهارة بعد التدريب، وهناك قواعد مرورية يجب معرفتها والالتزام بها من أجل قيادة آمنة، ولكون الموضوع جديدا عليهن فأغلبهن تتملكهن الرهبة مما يتطلبه الطريق من سيارات وإشارات ضوئية أو مطبات أوالسرعة المناسبة، والرجوع إلى الخلف والانتباه للمرآة العاكسة ومتابعة الطريق إضافة إلى اختلاف القيادة بين السيارة الأتوماتيك والعادية وكذلك حجم المركبة، وكل ذلك له دور في التأثير على القيادة بالنسبة لهن، اضافة لوقوع حوادث لا سمح الله أو التعرض لمشكلة مرورية او تعطل السيارة وكلها مخاوف تسهم كثيرا في التراجع عن قيادة السيارة. وأكدت منسق حملة «قالوا عنا وها نحن» في الدوغان ان الحملة جاءت لدعم قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، وتعزيز قيمة المواطنة السعودية، وتأكيد حرص الملك وسمو ولي العهد الامين على تمكينها وتأهيلها لأن تكون عنصرًا فعالًا، إضافة إلى مساندتها ودعمها في التمتع بحق من حقوقها، دون تفريط في القيم والثوابت. وفيما يخص التدريب على السياقة لمنسوبات جامعة الملك فيصل بالأحساء صرح مشرف الاعلام بالجامعة د. عبدالعزيز الحليبي بأنه منذ صدور الأمر السامي الكريم بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، وجه مدير جامعة الملك فيصل د. محمد العوهلي الإدارات المعنية بالأمن والسلامة والمشاريع والخدمات بإعداد خطة مرورية وخدمية تعمل على تهيئة مواقف ملائمة لمنسوبات الجامعة في أقسام الطالبات، واعتماد خطة سير منتظمة تضمن بإذن الله تحقيق السلامة للجميع، كما وجه معاليه بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة بشأن إمكانية تدريب منسوبات الجامعة من الهيئة التدريسية والإدارية والطالبات، ودراسة مقترح إنشاء مدرسة للتدريب في المدينة الجامعية، مؤكدا ان الجامعة لن تدخر جهدًا في تسخير إمكاناتها لتأمين سبل الراحة والأمان لجميع منسوبيها ومنسوباتها.