في هذه الأيام، أطل علينا عام دراسي جديد، وعاد أبناؤنا وإخوتنا الطلاب والطالبات للدراسة ولعام دراسي جديد، والذي أسأل الله أن يكون عامًا مباركًا وموفقًا للجميع، إن أبناءنا وطلابنا هم الثّروة الحقيقيّة لهذا المجتمع، اللَّبِنَة التي نضعها لنؤسّس عليها جدران بلادنا، والقواعد التي نرفع عليها بُنيان أوطاننا، مستقبل أبنائنا بين ذراعي الأسرة والمدرسة، ويتداخل معهما عوامل الإعلام والمجتمع والأصحاب وغيرهم، إلا أنّهما الرّكنان الرّئيسيَان وهما المؤثّران القويّان في كل مراحل الأبناء، فالأسرة والمدرسة تشتركان في هدف واحد وآمال مُشتركة، يتمّ التّعاون لأجلها منذ البداية، ويساهمان معًا في رسم صورة صحيحة وسليمة قدوة وعملًا، فينشأ الأبناء على أُسس سليمة وقواعد مُثبّتة، ومع بداية العام الدراسي والاستعدادات المادّية للدراسة والتي تصل أحيانًا إلى حد المبالغة إلّا أنّها ليست كافية، بل لابد من تدعيمها بكثيرمن تلبية الحاجات النفسية والعاطفية والاجتماعية للأبناء كتوفير الجو الهادئ المناسب للدّراسة في المنزل، أو الذّهاب مع الطفل إلى الروضة بداية العام؛ لبثّ الطّمأنينة في نفسه خاصّة إذا كان يلتحق لأول مرة بالمدرسة، كما أن الأسرة بتوافقها الاجتماعيّ ورسوخ مبادئها وصحّة عقيدتها، وحسن تربيتها تُنشئ فتيانًا وفتيات لديهم القدرة على تلقّي العلم والعمل به، وتزرع في نفوسهم الطّموح، وتُعلي في آمالهم اليقين بأنّ العلم سلاح المؤمن، كما أنّ على الآباء والأمهات أن يُعِدّوا أبناءهم وبناتهم تربويًّا بالحرص على تنمية السّلوكيات الإيجابية كالتّعامل باحترام مع الآخرين، والعطف على الصغير، ومساعدة المحتاج، وغيرها من السلوكيات، كما أن للمتابعة المُستمرّة نتائج إيجابية ومثمرة في الدّراسة وزراعة الثّقة في نفوس أبنائهم، والتّعبير عن آرائهم ومشاعرهم؛ لأن المدرسة هي مصنع الرّجال والنّساء وهي الرّكيزة والبيت الثّاني للأبناء، ففيها تُغرَس القيم وتنبت المبادئ، وتكبر الآمال، وتعلو الهِمَم، فإن غابت أو فسدت أو تهاونت فلن تجد صدرًا ولا قلبًا ولا عينًا تلجأ إليها، ومتى قامت المدرسة بدورها وجدتها قد أشعلت النور، وأشعّت الضّياء، وأنارت طريق السّعادة والرخاء، تُثير الحوافز بين الطّلاب، وتشجّع الموهوبين والمبدعين، وترعى مهارات المُتميّزين، وأما المعلمون والمعلّمات فلهم دور كبير في تهيئة الجوّ الدّراسي المناسب لطلابهم وطالباتهم، ومن ذلك أن يتحلّوا بالصّبر والحكمة وإتاحة الفرصة، وتشجيع أصحاب المواهب والقدرات الفرديّة من خلال الأنشطة الثّقافية والاجتماعيّة والرّياضية في المدرسة. عزيزي الطالب.. ضع نِصب عينيك النّجاح والتفوُّق واجعلهما غاية تسعى للوصول إليها، اجتهد وثابر وكُلّما تعبت أو بذلت مجهودًا فاعلم أنّه لمصلحتك، وأنّ الله يكافئ المُجتهدين. وصمّم على بلوغ خطّ النّهاية بلا سلبيّات قدر الإمكان، وإن قابلتك عقبات، فاعلم أنّها ستزيدك صلابة وقُدرة على مواجهة الحياة، لتكون لك بصمة في الحياة تترك بها أثرك، وترفع من شأن مجتمعك وبلدك، وتصبح فخورًا بنفسك.