نعيبُ زماننا والعيبُ فينا *** ومَا لزمانِنَا عيبٌ سِوانا كم كرهنا الهزيمة بحجم كرهنا للاستسلام والخضوع للمنطقة الرمادية التي تبقينا داخل هالتها متناسين أن ثمة شمسا في الانتظار. البعض منا «حساس» إلى درجة أن أقل كلمة سلبية عنه تبقيه في الحد الفاصل بين عتمة ونور، ومتى ما أنصف نفسه، عاش حرا إلى الأبد. فنحن كالوجهين لعملة واحدة الوجه الأول منها كرامتنا أما الآخر فمزيج من عاطفة وحزن وغرائز. ومن هنا شق لحياتنا مفترق طرق إما مسايرة الحياة والعيش بسلام أو الاستسلام لشقائها وتكبد عناء تعثراتها. والذي لا شك فيه المجد والبقاء لتلك الكلمات التي تلمدنا بسياط (العيب، وما يصلح، ومو من عاداتنا، ما يعرف السنع) لتصبح مشكلة تؤرقُ الهمَ والوجدان، تجعلنا نلتحف الذنب ليبدأ الأمر بعدها بوصف شنيع ثم أذى خفيف يتضخم مع الأيام! حتى وإن قلنا إن «رضا الناس غاية لا تدرك» فمهما عملنا عليها فلن ننال رضاهم، لذلك كان من المفروض نطقها هكذا «رضا الناس غاية لا تلزمنا» وإن تجاهلنا حقيقة الأمر أن رضاهم وعدمه قد يترك أثراً ولو طفيفا داخل النفس، اما سيجعلنا نلتوي بخيط من خيوط الأمل أو سيدخلنا داخل قوقعة ضيقة، فهو يساهم بشكل أو بآخر في تغيير حياتنا نحو الأسوأ أو الأفضل. ولا مفر من ذلك لأننا نتعايش داخل مجتمع لا يعيش كل فرد بمفرده، فنحن نخالط الناس، ونستمع لعجيج ثرثراتهم، نشاركهم الحديث ونتعامل معهم بمختلف اللهجات واللغات كل يوم وفي كل مكان وزمان شئنا أم أبينا. لذلك لا بأس بما يقولون، إن كان مؤلما تأكد أن الألم سيستخرج أفضل ما لديك أمام لكمات كلماتهم ولَك الخيار إما أن تسير واثق الخطى أو تصير كالأبله لا تطلب سوى الرحمة وتنصاع لليأس. حبذا لو أمسكنا العصا من وسطها.. إلا لو كان الكلام مجرد ثرثرة معطِلة، فالمنطق عندها يرفض الكلام مهما كثر. بالمناسبة «الناس راح تتكلم عليك حتى وأنت ميت». لذلك اجمع حسنات بالمجان من خلفهم واحصل على كل ما يقولون في الشيء الذي يجلب لك السعادة ولا يزيدك هماً، لأن لا بد للحياة أن تسير نحو الأمام ولا تراوح في مكانها.