لم يهن على هيئة مكافحة الفساد (نزاهة) أن تترك مجلس الشورى يهنأ بإنجازه المتمثل بالسماح بالتصفيق داخل المجلس ولو لأيام قليلة، حيث سرعان ما باغتت المجلس الموقر بهجمة مرتدة تمثلت في إعلانها بأن: (ثرثرة الموظفين فساد إداري)!.. وتخيل حين تغمض عينيك عن كل هذا الفساد الإداري (وأنت داري وأنا داري)!.. وتثرثر حول الثرثرة. ** إذا لم يثرثر الناس كيف سيتعايشون مع هذه العجائب، لا مضاد حيوي سوى الثرثرة، ونحن أصلا شعب ثرثار وابتلانا الله بوسائط الدردشة الإلكترونية ففاضت نوافذ الواتس آب بسبب ثرثرتنا التي لا تنقطع، لا متعة متوفرة دون منغصات سوى الثرثرة ومع ذلك تأتي نزاهة لتكافحها!.. اليوم على الأقل وجد الموظفون سببا وجيها للثرثرة يتمثل في عجز نزاهة عن دخول الأبواب الكبيرة فأطلت على غرفة الموظفين من فتحة المكيف الذي لم يأت بسبب عملية فساد عابرة ثم قالت: (لا ثرثرون.. شوفوا شغلكم)!. ** بمناسبة الثرثرة طلب مني الزملاء في «عكاظ» أن اختصر في عدد كلمات مقال اليوم بسبب زحام الإعلانات، أعادوا التأكيد على هذا الأمر لأنهم يعلمون أنني ثرثار كبير ولا يستريح لي بال حتى أشبع الموضوع (لتا وعجنا)، على أية حال يبدو أنه اليوم العالمي لمكافحة الثرثرة لذلك سأختصر، مع أن في نفسي شيئا من الثرثرة حول علاقة المعلنين الكبار مع وسائل فرضته بعض المناكفات الجديدة!. ** مركز الحوار الوطني ينشر تغطيات لجلساته حول التطرف.. كلام كبير وجميل ومتعوب عليه ولكنه في نهاية الأمر قد لا يعدو كونه يشكل مزيدا من الثرثرة الفاخرة!. ** حذر محامون في جريدة العقوبات القاسية التي يمكن أن يؤدي إليها التطرف الرياضي.. يا ساتر وصلنا إلى مرحلة (التطرف الرياضي)!!.. يبدو أن الأجواء المتطرفة تجعل المزاج العام متوترا في كل شيء ليصنع التطرف المروري والتطرف المصرفي والتطرف الإعلاني.. وهكذا لا يبقى إلا التطرف الفني (وقد بانت ملامحه في بعض الهوشات التويترية هذه الأيام).. والمجد للثرثرة.