منذ بداية حكم الملالي، بدأت إيران خطواتها وبإيقاع سريع نحو الرغبة الجامحة في إنعاش الإرهاب تحت شعار تصدير الثورة، حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من أوضاع مأساوية تدفع ثمنها الشعوب الإيرانية التي تتحكم في مصيرها طغمة فاسدة عرفت بعدائها التقليدي للعرب، وبينما يتضور مواطنوها جوعا، وجهت ثروات إيران الطبيعية والبشرية، لإثارة النزاعات والفتن في أرجاء المعمورة، وتبنت وصنعت كيانات إرهابية في بعض دول المنطقة، من منظمات وأحزاب طائفية، عانت منها الشعوب المجاورة الكثير من المآسي، إلى جانب تدريب الإرهابيين وإرسالهم لتنفيذ مخططات عدوانية ضد دول العالم، واتخذت ثروات إيران مسارين يغيب عنهما الاهتمام بالمواطن، أحد هذين المسارين هو تمويل الإرهاب، والآخر هو زيادة أرصدة الملالي في بنوك سويسرا، حتى أصبحوا من أغنى أغنياء العالم، الأمر الذي لم يعد خافيا على أحد من المهتمين والعارفين بأسباب انهيار العمله الإيرانية من جهة، وانتشار البطالة والفقر في ربوع إيران من جهة أخرى، ويزيد الطين بلة، ما تمارسه السلطات الإيرانية من قمع بقوة الحديد والنار ضد الشعوب المنضوية تحت لواء حكام طهران بالقوة الجبرية، حتى اصبحت إيران المثل الأسوأ في العالم في انتهاك حقوق الإنسان، وتجاهل الأنظمة والقوانين التي تضمن للإنسان الحياة الحرة والكريمة. ولأن ملالي إيران يدركون قبل غيرهم أن أي مواجهة عسكرية مع أي دولة ستؤدي إلى نهاية هذه الحقبة المظلمة من تاريخ إيران، فقد أوكلوا لأذنابهم في الخارج مهمة هذه المواجهة العسكرية، فزودت المليشيات والأحزاب الإرهابية بالمال والسلاح والافكار الانتحارية، لتعيث فسادا في كل مكان يمكن أن تصل إليه، وشواهد الحاضر أكثر من أن تعد أو تحصى، وكل ذلك على حساب المواطن الإيراني المغلوب على أمره، لتصبح إيران في عهدها المشؤوم هذا، منبوذة من كل الدول المحبة للسلام، وما هذه المظاهرات التي انتشرت في بعض المدن الإيرانية، وما الانتقادات التي يتعرض لها الملالي من داخل الطائفة، وما اعتماد أذرعها في الخارج على التمويل من مصادر مشبوهة كتجارة المخدرات والقرصنة البحرية وابتزاز الدول الضعيفة، سوى بداية النهاية لحكم الملالي في ظهران، وانتكاسة حقيقية لمشاريعها العدوانية في الخارج، وانهيار حلمها الوردي في التمدد وتصدير الثورة، وهو الحلم الذي استهلك ثروات إيران البشرية والطبيعية. وتأتي العقوبات الدولية بمزيد من الانهيار الاقتصادي في إيران، وبشكل لم يعهده تاريخها المعاصر، والذي بدأت بوادره تظهر منذ وصول الملالي إلى سدة الحكم، ليصل حاليا إلى درجة انتشار مظاهرات الاحتجاج في أكثر من مدينة إيرانية، وهو الأمر الذي يحاول الملالي الهروب منه، وصرف نظر العالم عنه.. بإثارة المزيد من المشاكل والمحاولات اليائسة لزعزعة أمن واستقرار دول الخليج العربية، مما يكشف للعالم وبوضوح أكثر إصرار حكم الملالي على المضي في طريق الإرهاب، وذلك لم يكن يوما من علامات الرغبة في التعايش السلمي خاصة مع دول الجوار، بل إن ذلك يمثل دون شك طريقا مسدودة، لن تمكن حتما من العبور إلى سلام دائم في المنطقة والعالم.