كحال جميع الفنون والهوايات الإبداعية التي تحتاج للإرادة والتحدي للتمكن من إتقانها للاستمتاع بها إضافة لتقديمها للجمهور، تعتبر الموسيقى أحد الالوان الابداعية التي يعاني ممارسوها عدم توافر المعاهد الموسيقية المتخصصة، وهو ما جعلهم يعتمدون على أنفسهم لتوفير مصادر التعلم وتطوير مهاراتهم. أوركسترا الخبر في البداية تحدث الموسيقار محمد السنان الذي ينشغل حاليا بإطلاق جمعية للموسيقيين السعوديين عن تجربته التي بدأت عام 1962م وشهدت أكبر احتفالية شهدتها المملكة وذلك بمناسبة عودة المغفور له الملك سعود بن عبدالعزيز من رحلته العلاجية خارج المملكة، حيث كانت محطة وصوله مطار الظهران الدولي. وقال: أقيمت الاحتفالات في حديقة بلدية الخبر وشارك في إحيائها نخبة من فناني المملكة ودول الخليج، أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الفنان السعودي جميل محمود، والفنان يوسف الزبيدي من اليمن، والفنان محمد زويد من البحرين. وأضاف إن تلك الفترة شهدت إنشاء مدرسة لتعليم الموسيقى احتضنها النادي الأهلي بالخبر، وكان المشرف عليها الموسيقار الاردني توفيق جاد الذي أسس من طلبة المدرسة أول فرقة موسيقية أهلية على مستوى المملكة أطلق عليها اسم «اوركسترا الخبر» وتحول اسمها فيما بعد إلى «الفرقة الفضية»، مشيرا إلى أنه في تلك الفترة كان من اوائل الطلبة الذين انضموا لمدرسة تعليم الموسيقى، ليلتحق بالفرقة الموسيقية كعازف على آلة الكمان. تعليم ذاتي من جهته، أكد الموسيقي ناصر السعيد أنه من اشد المتعلقين بمدرسة الفن العربي الشرقي لما يتضمنه من محتوى يشمل جميع القوالب الموسيقية وقصائد الشعر التي تعبر عن المشاعر والاحساس البشري وتعزز المحبة والتسامح والسلام، وهي ما رفعت لديه مستوى الادراك الفكري والموسيقي والثقافي، ليدخل بعدها في مرحلة التأليف الموسيقي والتلحين الذي كان يستهويه، خصوصا بعد أن ركز على رفع مستوى الحس الموسيقي والادبي لديه بقراءة القصائد لوضع كل كلمة بما يليق بها من نغمة. وقال السعيد: تجربتي الموسيقية انطلقت منذ 30 عاما تخللتها مرحلة التعلم الذاتي كهاوٍ ومن ثم الانتقال لمرحلة التعلم المنهجي، حيث التحقت عام 1991م بدورة تعلم العزف على آلة العود ومبادئ قراءة النوتة الموسيقية بجمعية الثقافة والفنون بالدمام على يد المصري حسن زين. الموسيقى التصويرية فيما اتجه الموسيقي وعازف التشيلو حمد الدوسري للاهتمام بالموسيقى التصويرية بعد أن تعلم على عدد من الآلات، حيث كانت البداية بالعزف على «الاورج» ومن ثم «العود» ليركز فيما بعد على «التشيلو» كونها من الآلات المهمة المكملة لأي فرقة موسيقية. وقال: بدأت علاقتي بالموسيقى منذ الصغر كعازف هاوٍ، لا تتعدى مشاركتي مع الأهل والأصدقاء، فيما تحول هذا الاهتمام لمرحلة أخرى خلال دراستي الجامعية في الأردن، حيث كونا مجموعة طلابية للعزف في المناسبات الطلابية والرسمية كحفل تخريج الطلاب أو مناسبات الأعياد الوطنية، كنت خلالها أتعلم العزف على آلة العود، إضافة لانتظامي في أحد المعاهد الموسيقية الخاصة بالاردن لدراسة النوتة الموسيقية، وهو ما فتح افاقي بشكل كبير على تاريخ وقوالب الموسيقى.