كنت قد وعدت معالي وزير العمل ألا أنقل على لسانه مباشرة بعد ثلاث ساعات قضيتها بصحبة الوزير وعدد من كبار رجال أعمال المنطقة لجلسة " محفوفة"قبل أسابيع قليلة في ليل الخبر، وللذين يعرفون مساء الشرقية الجميل ، يدركون أن بعض المفاتيح تكمن في الليل وليس في النهار، ولا أقصد هنا ليالي الأسرار بل ليل الاستضافات المسائية بعيدا عن مؤتمرات وورش العمل وكاميرات التصوير. إلا أنني بعد إعلان وزارة العمل قبل يوم أمس عن البدء في إعداد ضوابط وآليات صرف إعانة الباحثين عن العمل،وجدت أنه من المناسب البوح عن نهج الوزير القادم لنا لأصعب وزارة، لقد كانت أمسية الوزير القصيرة تتمحور حول سوق العمل المرتب والمرتقب عبر ضابط واضح يحفظ كرامة طالب العمل كحق وبين سوق العمل، لقد باح الوزير على مائدة العشاء المختصرة عن آلية ضخمة ستنطلق قريبا كقرار من ولاة الأمر لحل الأرقام المتزايدة عاما بعد آخر لنسب البطالة. إنها تحديات في مرمى وزير العمل والفريق العامل معه، تحديات من شأنها إنصاف شباب وشابات الوطن تصريح الأمس ، لوزارة معنية مباشرة بترجمة القرار السامي لإيجاد حل دائم يساهم في رفع مستوى الحماية الاجتماعية جعل الوزير والوزارة في تحدّ واضح ومرتقب خاصة وكما جاء في بيان الوزير بأن برنامج الإعانة سينقل بعد انتهاء عامه الأول من صندوق تنمية الموارد البشرية إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية بحيث تصبح المؤسسة هي المسئولة عن تمويل هذا البرنامج بشكل مستمر. ليس ذلك فقط حول التحول الجديد والمعترف به عالميا لعالم اسمه "التأمينات"، بل هناك برنامج آخر هو" التأمين التعاوني على التعطل المؤقت" يتعلق بموظفي القطاع الخاص الذين فقدوا وظائفهم ودخلوا في فترة البحث عن وظيفة أخرى في حال أفلست الشركة أو المؤسسة أو أقفلت أو قلصت من احتياجات العمالة لديها، ليقوم هذا البرنامج بتغطية جزء من احتياجاتهم حتى يجدوا عملاً جديدا. لاشك أن آليات مثل هذه هي بداية ومبادرة خيرة لإغلاق هذا الملف الضخم ، وإغلاق لحالة الإرباك في العلاقة بين سوق العمل والمواطن، بداية عهد يتمنى الجميع أن يرى مخرجاته واضحا قريبا خاصة وأن القرار السامي وجّه بلجنة عليا مساندة على رأسها سمو النائب الثاني وعدد من الوزراء لرفع توصياتها خلال أربعة أشهر. لوضع حلول عملية وسريعة لهذا الملف في القطاعين الخاص والعام. إنها تحديات في مرمى وزير العمل والفريق العامل معه، تحديات من شأنها إنصاف شباب وشابات الوطن من جميع العوائق السابقة والعوالق التي لحقت بسوق العمل، إنها ضمان الدولة لطالبي العمل كما هي الدخول إلى عالم جديد اسمه التأمينات. [email protected]