أكدت وزارة العمل أنها بدأت في إعداد الآليات والضوابط لتنفيذ برنامج صرف إعانة للباحثين عن العمل الذين لم تهيأ لهم فرص مناسبة، وقال وزير العمل المهندس عادل فقيه إن الضوابط تتضمن طريقة التقديم والتسجيل والصرف وتحديد المستفيدين والتأكد من أحقيتهم وتحديد مقدار الإعانة المقترحة تمهيداً لرفعها للمجلس الاقتصادي الأعلى، وأضاف: أن الفرصة ستكون متاحة للتسجيل في برنامج الإعانة والتوظيف بشكل ميسر للجميع وغير محدد بفترة زمنية وذلك عبر الإعلان عن الموقع الإلكتروني الذي سيكون مؤهلاً لاستقبال طلبات الأعداد الكبيرة من الباحثين عن العمل وفق بيانات مطلوبة منهم ستوفر للوزارة قاعدة دقيقة لحصر أعداد الباحثين وتحديث بياناتهم ومؤهلاتهم، وأوضح: أن البرنامج يبقى التوظيف هو الخيار الأول، بينما تأتي الإعانة كحل مؤقت لمساندة الباحثين عن عمل حتى تتوفر لهم فرص مناسبة، كما ينظر البرنامج أيضاً ضرورة الربط بنظام آلي للتأكد من أن المتقدمين هم من غير الموظفين وممن لا يحملون سجلات تجارية، وبعد الانتهاء من إعداد تفاصيل البرنامج وضوابطه سترفع الوزارة بتوصياتها للمجلس الاقتصادي الأعلى لإقرار التفاصيل، وتوقع وزير العمل أن تنتهي الوزارة من الرفع بتوصياتها قبل المدة المقررة في خطوة منها لتسريع تنفيذ القرار الذي حالما تعتمد آلياته سيعلن تطبيقه بطريقة ميسرة لمن تنطبق عليهم شروط وضوابط الباحثين عن العمل. وكشف المهندس فقيه أنه سيتم الإعلان خلال الأسبوعين المقبلين موعد إطلاق الموقع الإلكتروني المحدث لاستقبال طلبات التوظيف، وذكر أن مؤسسات وشركات القطاع الخاص ستقوم بالإعلان عن فرص وظيفية، وأنه في حال عدم سد هذه الفرص لأعداد الباحثين عن عمل سيتم صرف الإعانة الشهرية المؤقتة لكل الذين لم يحصلوا على عمل لمساندتهم على سد احتياجاتهم حتى إيجاد وظيفة مناسبة تغني صاحبها عن الإعانة الشهرية. وأشار وزير العمل الى حرص القرار السامي على إيجاد حل دائم وغير مؤقت يساهم في رفع مستوى الحماية الاجتماعية إلى المستويات العالمية التي تحمي حقوق العمال في القطاع الخاص، وذلك من خلال نقل برنامج الإعانة بعد انتهاء عامه الأول من صندوق تنمية الموارد البشرية إلى مؤسسة التأمينات الاجتماعية بحيث تصبح المؤسسة هي المسؤولة عن تمويل هذا البرنامج بشكل مستمر، كما تناول القرار برنامجاً آخر يختص بإعانة «التأمين التعاوني على التعطل المؤقت» الذي يتعلق بموظفي القطاع الخاص الذين فقدوا وظائفهم ودخلوا في فترة البحث عن وظيفة أخرى في حال أفلست الشركة أو المؤسسة أو أقفلت أو قلصت من احتياجات العمالة لديها، فيقوم برنامج التأمين التعاوني على التعطل المؤقت في هذه الفترة بتغطية جزء من احتياجاتهم حتى يجدوا عملاً جديداً. وأفاد المهندس فقيه أن وزارة العمل تستعد لإطلاق مجموعة من القرارات في الأسابيع القليلة القادمة تصب في إيجاد حلول جذرية لمشكلة البطالة، وسيساند هذه القرارات الأمر السامي الكريم الذي يقضي بتشكيل لجنة عليا مكونة من صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وصاحب السمو وزير التربية والتعليم، ورئيس الديوان الملكي، ووزير المالية، ووزير العمل، ووزير الخدمة المدنية، ووزير التعليم العالي، ووزير الاقتصاد والتخطيط، ووزير الشئون الاجتماعية، وينص على أن للجنة الاستعانة بمن تراه من المختصين من الداخل والخارج، وذلك لدراسة موضوع البطالة بشكل عاجل والرفع بتوصيات اللجنة لوضع حلول عملية وسريعة للبطالة في القطاعين الحكومي والخاص في فترة لا تتجاوز أربعة أشهر من تاريخه يتم النظر خلالها في موضوع العمل من جميع الزوايا، كما أشار فقيه إلى أن موضوع إيجاد فرص العمل للسعوديين مرتبط بجانبين هما العرض والطلب، وهذا يعني أن تعمل الدولة على تنفيذ خطط توفر الكوادر البشرية المدربة والجاهزة الملائمة لاحتياجات سوق العمل من جهة، ومن جهة أخرى العمل على توفير وتوليد فرص وظيفية كافية بجودة عالية وأجور مناسبة، وبين أن الوزارة ستعمل على توجيه المنشآت لتوظيف السعوديين بوظائف ملائمة بالتحفيز بالمزايا والتسهيلات من جهة والتضييق على غير المتعاونين من مؤسسات القطاع الخاص من جهة أخرى، وستواصل الوزارة تقليص فرص عمل غير السعوديين، وذلك من خلال تقليل ميزة الوافد ورفع تكلفته مقارنة بالسعودي، وزاد: أن الوزارة معنية بإصدار حزمة من القرارات والآليات تساعد على توفير الكوادر البشرية المؤهلة، وتفعيل المواءمة ما بين جانبي العرض والطلب في سوق العمل. وتحت مظلة اللجنة العليا بقيادة صاحب السمو الملكي النائب الثاني أبان الوزير فقيه: ستعلن وزارة العمل عن قرب إطلاق برنامج جديد للسعودة في الأسابيع القليلة المقبلة بحزمة جديدة من التنظيمات والآليات التي ستغير من قواعد سوق العمل بغية تحقيق سعودة حقيقية متنامية وبآليات تمكن الوزارة من تطبيق قوانين العمل بحزم وعدالة وشفافية ودون استثناءات، وأضاف: إن من مسؤوليات الوزارة أن تضع التنظيمات والضوابط التي لا تسمح للقطاع الخاص بمواصلة توظيف كوادر غير سعودية إذا توفرت الكوادر المحلية، وستقوم الوزارة خلال الأسابيع القليلة القادمة بإعلان تفاصيل كاملة واضحة للقطاع الخاص تعرفه بحقوقه وحقوق الباحثين عن العمل بشكل دقيق، كما ستفرق الوزارة في التعامل مع المنشآت بين تلك المتعاونة في التوطين وغير المتعاونة، وقال: لن تسمح بأن يستمر توظيف غير السعوديين على حساب أبناء الوطن، وفي الوقت الذي نؤكد فيه أنه سوف تكون هناك حوافز وبرامج مجزية تشجع القطاع الخاص على الاستثمار وإعطاء هذه الفرص والوظائف لأبناء وبنات هذا الوطن نؤكد أيضاً أنه ستكون هناك عواقب غير سارة لأولئك الذين يصرون على ألا يقوموا بواجبهم نحو الالتزام بهذه الأنظمة والتعليمات. يذكر أن المقام السامي قد حدد مدة ثلاثة أشهر لوزارة العمل لرفع توصيات برنامج الإعانة الذي يتطلب النظر في جوانب عدة منها عدم ترسيخ مفهوم الإعانة كبديل عن التوظيف بل يبقى التوظيف هو الخيار الأول.