«لم أتوقف يومًا واحدًا عن الكتابة، ولا أظن أني سأتوقف حتى يسقط القلم»، هذا ما قاله الكاتب المسرحي الراحل محمد العثيم، جازمًا بما يقصد وفاعلًا به حتى توقف حين سقط قلمه بإرادة من الله السبت الماضي، فيما ما زال المسرحيون والمثقفون يرثونه غير مستوعبين رحيله. للعثيم حصاد فني وأدبي وثقافي، استطاع من خلاله أن يصل لقلوب الناس ويحصد إعجابهم، له مؤلفات عدة من بينها كتاب «الطقس المسرحي»، ورواية «سبحة الكهرمان»، وكتاب «الغناء النجدي» الذي بدأت فكرته بعدما ألقى محاضرة مع أساتذة اللغة العربية تتحدث عن تحويل الشعرالنبطي إلى شعر مسرح، ولاقى على إثر ذلك تشجيعًا وترحيبًا بالاستمرار، فيما تحصل على براءة الاستحقاق الأولى في جائزة أبها الثقافية عن نص مسرحية (الهيار). من جهته، ذكر مدير جمعية الثقافة والفنون في الدمام يوسف الحربي، انه برحيل محمد العثيم -يرحمه الله- فقدت الساحة الثقافية والإعلامية قامة من قامات المسرح والبحث والكتابة والإعلام السعودي والخليجي والعربي، فقدت رائدًا طالما كان له الفضل في وضع خطواته في النقد والكتابة المسرحية سواء للنصوص أو المقالات التي لم يبخل فيها بفكره ونضجه واستشرافه للقيمة الجمالية في التراث والهوية الوطنية. وأضاف الحربي إن الفقيد ربى أجيالًا على صدق العطاء المسرحي الثقافي، وثقتها بحوثه وأعماله وكتاباته في مؤلفات ومراجع ستبقى ساطعة في سماء الثقافة السعودية. وفي حديث للدكتور علي العثيم رئيس قسم السموم بمستشفى الحرس الوطني واستشاري الاستقلاب الغذائي، أوضح أن الراحل يتمتع بشخصية رائعة يستطيع أي شخص اكتشافها عند الاقتراب منه، وأكد أن حواراته الصحفية والتلفزيونية تتمتع بقول الحقيقة دون أي رتوش أو تجميل.