تزخر محافظة الأحساء بالكثير من المعالم الأثرية، فهي موطن حضارة منذ القدم بحكم موقعها الجغرافي، وبحكم ما حباها الله من مقومات الحياة المتمثّلة في المياه التي تقوم عليها حياة الإنسان، فهي واحة غناء وقابلة لنشاط سياحي كبير وعلى المستوى الثقافي إذ تذكر بمعالم أثرية هامة تحكي تاريخ الحضارة في هذا المكان. «اليوم» تسرد أهم العناصر الحضارية في الأحساء. سور الكوت يعتبر سور الكوت أحد المعالم الأثرية في محافظة الأحساء، بمعنى الحصن، وسمي الكوت بذلك؛ لأنه محاط بسور وخندق يفصله عن بقية المدينة، وكان يسمى سابقًا حصن الكوت. ويقول الشيخ عبدالرحمن الملا إنه تم بناء سور الكوت في العهد التركي مقر إقامة الحامية العثمانية؛ من أجل حفظ الأمن في البلاد في تلك المنطقة، ويعد من أقوى القلاع، وهو محصن من جهاته الأربع بأسوار محكمة البناء، وأول من حصن قلعة الكوت وبنى أسوارها هم الولاة العثمانيون في نهاية القرن العاشر الهجري، وقد اتخذوا من الكوت مقرًا لإقامتهم، فبنوا المساجد والجوامع. مسجد جواثا يعود تاريخ بناء المسجد إلى السنة السابعة من الهجرة، بناه بنو عبدالقيس بعد وفادتهم الثانية من رسول الله، حيث روي أن أول جمعة جمعت في الإِسلام بعد جمعة جمعت في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة لجمعة جمعت بجواثاء قرية من قرى البحرين، ويقع إلى الشمال من قرى الحليلة والكلابية والمقدام، إحدى القرى الشرقية في الأحساء. بيت البيعة يستقطب منزل عبداللطيف الملا «منزل البيعة» العديد من الزوار، ويقع في حي الكوت وأسس عام 1203ه، والذي شهد قدوم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في ليلة 5/5/1331ه لفتح الأحساء، واستقر في هذا المنزل وبات في إحدى غرفه التي شهدت أول لقاء بينه وبين الشيخ عبداللطيف الملا ومن ثم مبايعة أهالي الأحساء له على السمع والطاعة على كتاب الله وسنة رسوله. جبل القارة يعتبر جبل القارة من أهم المعالم السياحية، يبعد عن الهفوف 12 كيلو مترًا، وتبلغ مساحة قاعدته 1400 هكتار، وارتفاعه حوالي 150 قدمًا. وهو متاح للزيارة طوال اليوم، تتميز مغاراته ببرودتها الشديدة في فصل الصيف وبدفئها في فصل الشتاء، وسيجد هواة التصوير فرصة سانحة لالتقاط صور رائعة لهذا الجبل الذي يتميز بصخوره الغريبة ذات الأشكال الرائعة والبديعة. قصر ابراهيم يعد من القصور التاريخية البارزة ومن أهم آثار الأحساء، ويعرف بأسماء عديدة منها «قصر القبة أو قصر الكوت»، ويضم بين جنباته العديد من المنشآت العسكرية المعاونة، بالإضافة إلى أن قصر إبراهيم شاهد إثبات على عراقة تاريخ هجر. ويقع في شمال الكوت حيث كان المقر الرئيسي لحامية الدولة العثمانية في إقليم الأحساء في الهفوف التابعة للبصرة آنذاك وهو مقر الحكومة، وقد سيطر عليه الملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه- ليلة الخامس من جمادى الأولى 1331ه الموافق 13 نيسان (إبريل) 1913م عند ضمه للأحساء. قصر صاهود من المواقع الهامة والأثرية في مدينة الأحساء، وبني قصر صاهود ما بين 1790 1800م، بناه براك في وسط مدينة المبرز، أول حكام آل حميد، وتعرض لحصار صاهود الشهير من قبل العثمانيين، يحيط بالقصر جدار دفاعي منخفض، وكان هذا الجدار الخارجي محاطًا بخندق مائي جاف، وكان يستخدم للدفاع عن المدينة وعن الأراضي الزراعية حولها وكمراقب لمخيمات البدو الموسميين، ويعود اسم القصر إلى مدفع كان منصوبًا داخل القصر يطلق عليه صاهود، وقد برزت أهمية قصر صاهود بسبب موقعه الخارج عن العاصمة الجديدة وإمكانية صد أي هجوم يأتي من الشمال. المدرسة الأميرية يقع مبنى مدرسة الهفوف الأولى أو المدرسة الأميرية بوسط مدينة الهفوف، وقد بنيت في تاريخ 1360ه، ويحدد المدخل الرئيسي في وسط الضلع الشرقي للمبنى ويتميز ببوابته ذات الدورين حيث تعلوها شرفة، ويقود المدخل إلى جناحين بغرف كبيرة نسبيًا عن باقي الغرف، وهذا المدخل يقود إلى الفناء ذي الشكل الخلاب. قصر المجصة يقع في جنوب مدينة الطرف، وهو قلعة يحيط بها سور ذي أبراج للمراقبة يرجع ل «آل حبيل»، وقد شهد هذا القصر قدوم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- إلى الأحساء قبل وبعد فتحها، ويعتبر من أقدم المواقع الأثرية في مدينة الطرف حيث يعود تاريخه إلى (5000 - 6000) قبل الميلاد أيام الحضارة العبيدية. كما توجد آثار عديدة تجذب الزوار وقابلة للتنشيط السياحي مثل قصر خزام، وقصر الوزية، وقصر محيرس، وجبل الأربع، وميناء العقير وغيرها.