توجهت الأنظار نحو إمكانية إعاة بناء اقتصاد كوريا الشمالية في أعقاب الاجتماع التاريخي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري كيم جونج أون في الشهر الماضي. ولكن إعادة إعمار البلاد التي ضربتها العقوبات والتي تعتمد بشدة على الصين لن تكون عملية سهلة أو رخيصة. وبحسب تقرير لقناة «سي إن بي سي» الاقتصادية يقدر بعض المحللين والاقتصاديين تكلفة إعاده بناء البنى الأساسية للنقل والطاقة في كوريا الشمالية بنحو 63.1 مليار دولار. وبحسب التقرير فإن تكلفة الاستثمار في البنى الأساسية في كوريا الشمالية ستكون متنوعة، حيث سيكون من الضروري تدبير 24.1 مليار دولار، لنحو 28 مشروعا في السكك الحديدية المحددة، و22.8 مليار لنحو 33 مشروعاً للطرق و16 مشروعاً لمحطات توليد الكهرباء والتي تبلغ تكلفتها نحو 10 مليارات دولار. ويقول المحللون، إن الاعتمادات الأولية لبدء تنفيذ مشروعات إعادة الإعمار تقدر بنحو 11.6 مليار دولار. ويقول التقرير، إن كوريا الجنوبية حريصة الآن على إقامة علاقات سلمية مع جارتها الشمالية ولكن الحقيقة أن الطريق إلى اي صيغة لإعادة التوحيد لا يزال غير واضح ومحفوفاً بالعقبات، وعلى الصعيد الدولى هناك توجه نحو تحسين علاقاتها الدولية وقد ظهرت بوادر هذا التوجه خلال القمة التي عقدت مؤخرا بين ترامب وكيم. ويقول المحللون، إن النظام الكوري الشمالي يمكنه الانخراط أكثر في المجتمع الدولي إذا نفذ وعوده المتصلة بنزع أسلحته النووية. ورغم أنه لم يتضح بعد ما إذا كانت كوريا الشمالية ستفعل ذلك، يشير بعض المحللين إلى أن تطبيع العلاقات الاقتصادية بين كوريا الشمالية وبقية دول العالم أمر ممكن. وأوضحوا أن ذلك من شأنه أن يتيح لكوريا الشمالية إمكانية أكبر للوصول إلى رأس المال الأجنبي لأغراض الاستثمار في البنى الأساسية. وفي الوقت نفسه فإن أى مشروعات مشتركة بين الكوريتن على المدى القصير من شأنها أن تخفض تكاليف التوحيد على المدى الطويل. ويرجح المحللون أن تشمل وبشكل كبير عمليات إعادة بناء كوريا الشمالية الدول المجاورة بما فيها كوريا الجنوبية، التي ستقدم على المدى القصير دفعة من الطلب على الشركات الكورية الجنوبية، خاصة الشركات المتخصصة في بناء وتطوير قطاعات المواد الخام.