إدراج المنظمة العالمية للتراث «اليونسكو» واحة الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي كمنظر ثقافي متجدد، مكسب للمنظمة العريقة قبل أن يكون مكسبًا لوطننا وأحسائنا الجميلة! فهذا القرار دليل على مصداقية المنظمة ودقة معاييرها، ومن عرف الأحساء لا يستغرب قرار الإدراج بل يستغرب التأخير، فالأحساء أكبر واحة نخيل محاطة بالرمال في العالم، حيث تضم أكثر من 3 ملايين نخلة منتجة ومتنوعة، وتحتضن أماكن أثرية عريقة ذات مكانة تاريخية، كمسجد جواثا الذي أقيمت فيه ثاني جمعة بالإسلام، وجبل قارة البارد صيفًا الدافئ شتاءً، وسوق القيصرية الأقدم في الخليج العربي، وميناء العقير التاريخي، والثكنة العسكرية قصر إبراهيم، وغيرها. وأيضا -وهو ما يميز الأحساء- أن في هذه الإضافة إضافة للقائمة، فالأحساء تتميز بالإنسان الذي يحمل أبهى القيم والمكارم، وقد وصف الأمير المثقف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز الأحساء وهو رأس الهرم الإداري والأعلم بكل جزء من أجزاء منطقته، فقال: «واحة نخيل، ينابيع مياه، أرض خضراء، صدق إنسان، وبراءة أطفال، تلك هي الأحساء يا خادم الحرمين. الأحساء الواحة الغناء، أرض الخيرات، وموطن الحضارات، والعلم والعلماء، بها تغنى الشعراء، وتسابقوا في وصف هذه الواحة الحسناء، أرض التجارة والزراعة، أرض الأدب والبلاغة، أرض الكرم والرحابة، أرض الإقدام والشجاعة، أرض الشعر والفصاحة، صدقٌ في الوعد، ووفاء في العهد، أقيمت على أرضها أول صلاة جمعة في الإسلام بعد مسجد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، وظل تاريخ الأحساء شاهدًا لها، إنجاز ومواقف مشرفة تتوالى من أبناء هذه المدينة العريقة، وصولًا إلى أن بايع أهلها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- في العام 1331ه طوعًا على السمع والطاعة، وها هم يا سيدي إلى يومنا هذا يؤكدون في الرخاء والشدة مواقفهم المشرفة العظيمة». شكرًا قيادتنا! شكرًا أميرنا صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، فدعمك لكل إنجاز وسعادتك بكل منجز، أدت وتؤدي إلى مزيد من التميز والعطاء للشرقية، ومن ثمّ المملكة العربية السعودية، شكرًا صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة، فلقاءاتك تبني وتدعم، شكرًا رجالات الأحساء بقيادة صاحب السمو الأمير بدر بن جلوي، فأنتم مميزون! فقط حافظوا على هذا التميز ولا تتراجعوا، فبكم -كما بكل جزء من أجزاء هذا الوطن- نفخر ونفاخر!