كانت نهاية تداولات شهر رمضان المبارك خالية من أي مفاجآت، حيث أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية الرئيس (تاسي) تداولاته الأسبوعية على انخفاض طفيف بلغ 73 نقطة أي بنسبة 0.90%، محافظًا بذلك على مستويات 8.200 نقطة وبأحجام تداولات منخفضة بسبب ترقب المستثمرين لخبر إدارة مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة «MSCI» المرتقب. ورغم أن السوق افتتح أولى جلساته بعد عيد الفطر المبارك الأربعاء الماضي بانخفاض بلغ 100 نقطة، إلا أن ذلك لم يغير في النظرة الفنية الرئيسة للسوق والذي ما زال في مسار صاعد رئيس. وقد كانت إدارة مؤشر مورغان ستانلي للأسواق الناشئة قد أدرجت السوق السعودي منذ عام في قائمة المراجعة لمدة عام؛ بهدف إعطاء هيئة سوق المال السعودية فرصة لتحقيق الشروط والمطالب التنظيمية المطلوبة منها، وقد نجحت في ذلك بالفعل، ولذلك قررت «MSCI» الأربعاء الماضي إدراج السوق السعودي ضمن هذا المؤشر العالمي والذي يعتمد عليه المستثمرون الأجانب بكافة شرائحهم في قرارات توجيه السيولة الاستثمارية نحو الأسواق الناشئة، ولذلك فإن الفائدة المرجوة من هذا الانضمام تتمثل في فتح نافذة لدخول المستثمرين الأجانب للسوق السعودي متى ما رأوا أن هناك فرصًا استثمارية جاذبة، وهذا يعني تدفق المليارات من الريالات للسوق السعودي خصوصًا أنه يعتبر أكبر سوق أسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وله تأثير لا يستهان به في وزن مؤشر مورغان ستانلي. حيث بلغ وزن السوق السعودي وقت الادراج 2.60% من وزن مؤشر «MSCI» والذي تبلغ قيمته السوقية الحالية 2.5 تريليون دولار، وهنا يجب التنويه بأن هذه النسبة متغيرة بحسب صعود ونزول أسهم الشركات السعودية المدرجة في المؤشر العالمي والذي من المتوقع أن تبلغ 32 شركة بنهاية أغسطس المقبل. التحليل الفني من خلال الحركة الفنية للسوق نجد أن المؤشر العام مازال في مرحلة تصحيحية فرعية ضمن المسار الصاعد الرئيس، وهذا ما يفسر هبوط السوق الأربعاء الماضي بالإضافة إلى عدم تفاعله خلال جلسة الخميس مع خبر الانضمام إلى «MSCI» بالرغم من أنه خبر جوهري ولا يمكن تجاهله، ولا نرى أي خوف على السوق ما دام يتداول فوق مستوى 7.700 نقطة والتي نعتقد أنه يجب زيارتها خلال الفترة المقبلة، وباحترامها فإن السوق بصدد الدخول في مسار صاعد يستهدف قممًا جديدة قد تقترب من مستويات 9000 نقطة، لكن ذلك مرهون باحترام الدعم آنف الذكر. وعادةً خلال المراحل التصحيحية الفرعية في المسارات الصاعدة الرئيسة تتحرك بشكل إيجابي الأسهم الصغيرة والتي لا تؤثر على المؤشر العام للسوق، لذا من الطبيعي أن نجد قطاعات صغيرة كالتأمين والإعلام تحقق ارتفاعات جيدة أثناء تراجع السوق وحدوث ذلك علامة صحية للسوق؛ لأن هذا دليل على أن أصحاب السيولة الساخنة مازال لديهم ثقة عالية بالسوق وأن أموالهم تتحرك لاصطياد الفرص قصيرة المدى في تلك النوعية من الأسهم ريثما ينتهي السوق من تصحيحه، وبعد ذلك تتجه تلك السيولة للأسهم القيادية؛ لأنها هي من سترفع المؤشر العام، ومراقبة تحركات هذه السيولة أمر هام من الناحية الفنية. السلع العالمية كان اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في فيينا نهاية الأسبوع الماضي حجر الزاوية في تحركات أسعار النفط الآنية والمستقبلية؛ لأن عمليات رفع أو خفض الإنتاج هي المحرك الأساس للتحركات الرئيسة لأسعار الذهب الأسود. ولما كانت كمية رفع الإنتاج ضمن المتوقع ارتفعت الأسعار بشكل كبير الجمعة الماضي، وهذا يضمن بقاء أسعار النفط ضمن المعدلات الحالية وانه لو حدث نزول في الأسعار مستقبلًا فسيكون نزولًا تصحيحيًا وصحيًا وغير بعيد عن المعدلات الحالية والتي تهم كثيرًا الدول المنتجة وأيضًا الشركات النفطية حول العالم.