يستأنس سكان وزوار مدينة سانت بطرسبرج في شمال روسيا يوم غد الجمعة باستمرار بقاء ضوء النهار على مدينتهم مدة 24 ساعة، وذلك في إطار ظاهرة بديعة تطول فيها ساعات النهار إلى أكثر من 22 ساعة سنويًا بقدرة الله تعالى ابتداءً من شهر مايو الماضي في الأجزاء الشمالية من الكرة الأرضية، وتُعرف بالعربية باسم "الليالي البيضاء "، وباللغة الروسية (Белые ночи)، وينشط الناس فيها من خلال إقامة المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية والشعبية . ومدينة سانت بطرسبرج التي تبعد عن موسكو نحو 700 كم ليست المدينة الوحيدة التي تطل عليها الشمس لأوقات طويلة في الجزء الشمالي من الأرض، مثلما تطل أيضًا على الجزء الجنوبي من الأرض لا سيما في القطب المتجمد، لكنها تتميز بيوم في العام يستمر فيه النهار مضيئًا 24 ساعة، ووافق هذا العام يوم غد الجمعة. وتراوح وقت النهار في المدينة طيلة الأيام التي مضت ما بين 23 ساعة إلى أقل من 24 ساعة بدقائق دون أن يصل إلى 24 ساعة، لكنه سيصلها بمشيئة الله يوم غد 22 يونيو، بعدها سيبدأ ضوء النهار في الانخفاض بمعدل دقيقتين إلى ثلاث دقائق يوميًا حتى تاريخ 16 يوليو المقبل الذي يعود فيه النهار لطبيعته، ويقاسم اليوم مع الليل. وبدأت هذه الظاهرة في سانت بطرسبرج هذا العام منذ 25 مايو الماضي، تخللتها أيام بقي فيها النهار لساعات وصلت إلى أكثر من 23 ساعة في اليوم، فلا يلقي الليل بظلامه سوى دقائق معدودة، ويظهر ضوء النهار على شكل شفق أبيض بعد غروب الشمس، ويستمر حتى الساعات الأولى من الفجر، وأحيانًا حتى ما قبل شروق شمس يوم جديد. وتشارك مدينة سانت بطرسبرج في استضافة مباريات كأس العالم 2018 على ملعبها الحديث الذي بني في جزيرة كريستوفسكي، وتقع المدينة على خط عرض 59 درجة، وتشتهر بالقلاع التاريخية القديمة، وبوجود 300 جسر معلق، منها 20 جسرًا متحركًا، في حين يستمر ضوء نهارها اليوم الخميس 21 يونيو بإذن الله نحو مدة 23 ساعة و58 دقيقة. وكل شيء في هذه المدينة الرائعة يستقي إلهامه من الجمال والأناقة، فما بين فن العمارة العريقة، والطبيعة الخلابة، والمواهب الفذة في مجال الفنون الاستعراضية، يبرز مركز سانت بطرسبرج التاريخي أحد المواقع المدرجة على قائمة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". كما يبرز فيها الجامعات العريقة مثل جامعتي : سانت بطرسبرج الحكومية للفنون التطبيقية ، وسانت بطرسبرج بافلوف الطبية الحكومية التي وصل إليها برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، بحسب قول الملحق الثقافي السعودي في تركياوروسيا ودول البلقان البروفيسور مساعد بن عبدالمنعم العبدالمنعم.