بعد واحدٍ من أضعف الأسابيع تذبذبا أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودي الرئيس (تاسي) تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع طفيف بلغ 21 نقطة فقط أي بنسبة 0.20% ويبدو أن لضعف حركة أسواق النفط الضيقة بالإضافة إلى التداولات الرمضانية أثرا مباشرا على تلك النتيجة، أيضا لا ننسى أن السوق في مرحلة ارتداد فقط قبل أن يكمل تفاصيل الموجة التصحيحية الحالية بالاتجاه نحو دعم 7.700 نقطة وهو أحد أهم الدعوم في المرحلة الراهنة. أما من حيث التداولات الأسبوعية فقد بلغت للأسبوع الماضي حوالي 14.5 مليار ريال مقارنة بنحو 19.7 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، ومن خلال الأرقام السابقة يتضح أثر التداولات الرمضانية على سيولة السوق وهذا ما تعودنا عليه خلال السنوات الماضية ما عدا رمضان من العام 2014 والذي ارتفعت فيه التداولات بشكل استثنائي نتيجة فتح السوق للمستثمر الأجنبي. والحقيقة أن تزامن ضعف السيولة هذا مع مرحلة تصحيح السوق أمر إيجابي لأن ضعف السيولة أثناء الهبوط لا يسمح للمؤشر العام بالذهاب بعيدا، وفي هذا إشارة على أن هناك عدم رغبة من المتداولين ببيع أسهمهم لقناعتهم بعدالة الأسعار الحالية من حيث الاستثمار وأن شركاتهم تستحق اعلى من الأسعار الحالية. ولا يبدو ان هناك اي محرّك للسوق بعد انتهاء النتائج سوى حركة أسواق النفط هذه الأيام، وبما أن النفط في مرحلة تصحيحية كما أوضحتها تداولات نهاية الأسبوع الماضية فإن ذلك ضاغط مهم على السوق أثناء المرحلة التصحيحية الحالية. التحليل الفني لا يزال المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية يتداول دون مقاومة 8.100 نقطة وهي إحدى أهم الإشارات على أن المسار التصحيحي الحالي لم ينته وأن ما حصل من عودة لمناطق 8000 نقطة خلال الأسبوع الماضي ما هو إلا مرحلة التقاط للأنفاس قبل مواصل الهبوط من جديد حتى دعم 7.700 نقطة والذي لا بد من احترامه وعدم كسره مطلقا حتى يكون التصحيح الحالي في مناطق سعرية مقبولة ويتمكن السوق من تكوين قواعد سعرية جديدة قبل التوجه إلى ما فوق القمة الرئيسية الأخيرة لذا فتحركات التصحيح الحالي بجميع تفاصيله ستكون حاسمة ومفصلية للحركة الفنية لبقية تداولات العام الحالي. أما من حيث القطاعات فأجد أن أهم حركة للأسبوع الماضي كانت على قطاع إدارة وتطوير العقارات وذلك بعد ان قاد سهم جبل عمر القطاع لدعم 3.650 نقطة وتمكن من الارتداد بشمعة قوية قبل هذا الرقم مع ارتفاع لافت في الكميات المتداولة ما يوحي بأن القطاع على وشك الدخول في مسار صاعد، لكن ذلك لن يتأكد قبل العودة فوق قمة 4.150 نقطة والاستقرار أعلى منها حينها يمكن الحديث عن مسار صاعد جديد ربما يكون هو صمام أمان السوق في ظل تضخم قطاعات قيادية أخرى كالاتصالات والبنوك والمواد الأساسية. أسواق السلع العالمية يبدو أن قمة 81 دولارا على خام برنت ستكون عصية على الاختراق لعدة أسابيع وذلك بات واضحا بعد الحركة التصحيحية القوية التي شهدها الخام خلال جلستيّ الخميس والجمعة الماضيين والتي فقد خلالها 4.7% ليبقى صمام الأمان 75 دولارا هو الدعم الأهم خلال هذا الأسبوع والذي أتوقع ان يتم احترامه مطلع هذا الأسبوع. كذلك الحال على خام نايمكس والذي لم ينجح في تسجيل قمة اعلى من قمة 72.91 دولار والتي تمثل خط البداية للمسار التصحيحي الحالي، وقد كان الهبوط خلال جلسات نهاية الأسبوع حادا على الخام لدرجة أنه لم يبق بينه وبين الدعم الأول سوى ربع دولار فقط، لذا من المتوقع أن ينتهي الضلع التصحيحي الأول خلال جلسة غدٍ الإثنين ليبدأ بعدها الخام مسارا ارتداديا ضمن المسار التصحيحي الحالي، لكن في جميع الأحوال بقاء متوسطات الخام الأمريكي فوق مستوى 65 دولارا للربع الثاني لا شك أنه أمر جيد ويبعث على التفاؤل لشركات النفط الأمريكية ويجعل استمرار الإنتاج الأمريكي في مستوياته الحالية أمرا ممكنا وهو ما سيجعل دول أوبك تفكر جديا في خفض إنتاجها النفطي.