قال مسؤولان امريكيان الثلاثاء ان الهجوم الدموي على القنصلية الاميركية في مدينة بنغازي الليبية دفع واشنطن الى تركيز اهتمامها مجددا على التهديد الذي يمثله تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يشتبه بعلاقته بالهجوم. وأوضحا أن واشنطن لا تزال تحقق في الجهة التي وراء الهجوم الذي وقع في 11 ايلول/سبتمبر وادى الى مقتل السفير الاميركي في ليبيا كريس ستفينز وثلاثة اميركيين آخرين، الا انه يتم التركيز حاليا على احتمال صلة تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي بالهجوم. وصرح مسؤول في الادارة الاميركية لوكالة فرانس برس «من الواضح انه يزداد الآن الاهتمام بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي منذ الهجوم». واوضح ان التحقيق الذي تجريه الولاياتالمتحدة في الهجوم «ينظر في الجماعات المتطرفة في منطقة بنغازي اضافة الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي». واضاف «لا يبدو في هذه المرحلة ان هناك قيادة عالية التنظيم للهجوم .. ولكنه مع ذلك يبدو هجوما متطورا نسبيا». ودعا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الى اقتحام سفارات اميركية اخرى في شمال افريقيا وقتل الدبلوماسيين الاميركيين بعد ايام من الهجوم على القنصلية الاميركية. وفي الماضي كانت اجهزة الاستخبارات الاميركية تقول ان تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي يشكل تهديدا اقل مقارنة مع فروع القاعدة الاخرى، وانه غير قادر بعد على شن هجمات على اهداف خارجية مثل نظيريه في اليمن او باكستان. وأكد مسؤول كبير في الدبلوماسية الاميركية ان الولاياتالمتحدة على استعداد لدعم تدخل عسكري «جيد الاعداد» تقوم به دول افريقية في شمال مالي لطرد حركة التمرد المرتبطة بالقاعدة. الا ان مسؤولين اميركيين باتوا يشعرون بالقلق من ان الاطاحة بحكم معمر القذافي في ليبيا اتاحت لمتطرفين مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب فرصة اكبر للعمل والحصول على اسلحة. وذكرت صحيفة واشنطن بوست الثلاثاء ان السلطات الاميركية بدأت التفكير في توجيه ضربات جوية محتملة بواسطة طائرات بلا طيار ضد قواعد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الموجودة في شمال افريقيا. ولم يؤكد مستشار الرئيس باراك اوباما لمكافحة الارهاب جون برينان تفاصيل المناقشات، التي قالت الصحيفة انه يشارك فيها مسؤولون من وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي ايه)، ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع. الا ان تومي فيتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي قال لوكالة فرانس برس «لقد اعلن الرئيس صراحة هدفه في القضاء على تنظيم القاعدة ونحن نعمل يوميا لتحقيق هذا الهدف». وتسيطر العديد من الفصائل المتمردة على شمال وشرق مالي ومن بينها فصائل مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي، وحركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا. وتستخدم الولاياتالمتحدة الطائرات بدون طيار التي تستخدم بالفعل ضد الجماعات المسلحة في دول مثل باكستان واليمن او الصومال. وكان مسؤول كبير في الدبلوماسية الاميركية اكد الاثنين ان الولاياتالمتحدة على استعداد لدعم تدخل عسكري «جيد الاعداد» تقوم به دول افريقية في شمال مالي لطرد حركة التمرد المرتبطة بالقاعدة. وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ان الاتحاد الاوروبي سيقدم في 15 تشرين الاول/اكتوبر اقتراحات تتصل ب»مشاركة لاوروبا» في تدخل في مالي. وقال لموقع «فان مينوت» (عشرون دقيقة) ان «ترك الامور على ما هي لوقت اطول ليس مقبولا لأمننا»، لافتا الى ان «الدفاع عن وحدة اراضي مالي يعني الدفاع عن امن اوروبا». لكنه تدارك ان «على الافارقة، مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الافريقي، ان يدعموا الجيش المالي في استعادة سيطرته» على شمال مالي. وقال جوني كارسون، اعلى مسؤول في قسم شؤون افريقيا بوزارة الخارجية الاميركية، «يجب ان يحدث في وقت ما عمل عسكري» ضد مسلحي القاعدة في المغرب الاسلامي الذين يسيطرون على شمال مالي. ودعا الدبلوماسي في مؤتمر صحفي هاتفي الى ان يكون الانتشار المحتمل لقوات من مجموعة دول غرب افريقيا تحت اشراف الاممالمتحدة «بقيادة الجيش المالي مع دعم كل دول المنطقة مثل موريتانيا والجزائر». وكان رئيس وزراء مالي موديبو ديارا دعا السبت الدول الغربية وعلى رأسها فرنسا الى التدخل عسكريا في شمال مالي وذلك بارسال طائرات وقوات خاصة.