الإرهاب وتمويله من تجارة المخدرات، ليست مرتبطة بدين أو مذهب، وقد كتبت بالأمس عن علاقة حزب الشيطان اللبناني بتلك التجارة. واليوم أكتب عن حركة طالبان الأفغانية، والتي منعت زراعة الخشخاش عندما حكمت أفغانستان، بينما هي اليوم تسيطر على إنتاج الهيروين، ما يوفر لهم مليارات الدولارات، حسب ما تشير إليه التقارير الدولية. ففي العام 2016 صنعت أفغانستان، التي تنتج 80% من أفيون العالم، نحو 4800 طن من المخدر محققة بذلك عوائد تقدر بثلاثة مليارات دولار. نبتة الخشخاش زهيدة الثمن وسهلة الزراعة، ويبيع المزارعون الكيلو الواحد من العصارة السوداء وهي الأفيون الخام الذي يخرج من غلاف بذور الخشخاش، بمبلغ 163 دولارا فقط، وعند تحويلها إلى هيروين، تبيعها طالبان بثمن يتراوح بين 2300 و3500 دولار للكيلوغرام الواحد. وقد أغلقت السلطات 46 مصنعا سريا للمخدرات بين يناير ويونيو من العام الماضي، مقارنة ب 16 أقفلت خلال النصف الأول من العام الذي قبله. وحسب إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية فإن الحملة الأمنية للسلطات الأفغانية، حرمت طالبان من دخل بقيمة 300 مليون دولار منذ بداية العام. يقول مسؤول غربي رفيع إن لدى حركة طالبان مختبراتها الخاصة بها، واصفا ولاية هلمند الجنوبية، حيث تتم زراعة نحو 80 في المائة من الخشخاش الأفغاني، ب «معمل كبير للمخدرات». وبحسب مكتب الأممالمتحدة، وفر إنتاج الأفيون نحو نصف عائدات طالبان للعام 2016. وهو ما يقلق المنظمات والهيئات الدولية المتخصصة سواء في مكافحة المخدرات أو الإرهاب، كما أنه يشكل تحديا كبيرا للحكومة الأفغانية. طالبان تفجر في كل مكان، ولا يهمها إن كان الضحايا من رجال الحكومة أم من الأطفال والنساء والرجال الأبرياء. كما لا يهمها إن كان التفجير في قاعدة عسكرية أم في جامع أو مدرسة أو سوق. حزب الشيطان وحركة طالبان وجهان لعملة واحدة اسمها الإرهاب، وهي العملة التي يتشبث بها أعداء الإنسانية. ولكم تحياتي