قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق: إن رجل الدين البارز مقتدى الصدر متقدم في الانتخابات البرلمانية بعد فرز أكثر من نصف الأصوات مما يشير إلى عودة مفاجئة للصدر الذي همشه منافسون تدعمهم إيران. فيما جاء القيادي بميليشيات الحشد الشعبي العامري في المركز الثاني، يليه رئيس الوزراء حيدر العبادي في المركز الثالث. «إيران برة» وبعد ظهور بوادر تقدم ملحوظ لقوائم تحالف «سائرون» المدعوم من مقتدى الصدر على حساب آخرين في الانتخابات العراقية، تجمع أنصار الصدر في ساحة التحرير وسط بغداد، رافعين الصور واللافتات، وهاتفين ضد إيران، والفساد، ومشددين على استقلالية القرار العراقي. وهتف مناصرو الصدر، بحسب فيديوهات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل إعلام محلية: «إيران برة برة، بغداد تبقى حرة». تحالف «سائرون» وأعلنت مفوضية الانتخابات البرلمانية العراقية، صباح أمس الاثنين، عن نتائج الانتخابات في محافظاتبغداد والأنبار وواسط. وأكدت المفوضية على أن تحالف «سائرون» حصل على المركز الأول في بغداد ب413638 صوتا يليه الفتح ب233298 (هادي العامري الموالي لإيران) ثم دولة القانون (نوري المالكي الموالي لإيران) ب211243 والوطنية (إياد علاوي) ب204686 والنصر (رئيس الوزراء حيدر العبادي) ب194 ألفا، وتحالف القرار العراقي (سامي النجيفي) ب94 ألفا، وتيار الحكمة (عمار الحكيم) ب94 ألف صوت. وفي محافظة الأنبار تقدمت قائمة الأنبار هويتنا (محافظ الأنبار السابق محمد ربكان) ب125 ألفا، يليه الوطنية ب56 ألفا، ثم القرار العراقي ب50 ألفا وعابرون ب46 ألفا، والنصر ب40 ألف صوت. أما في محافظة واسط، فقد فاز سائرون بالمركز الأول ب94 ألفا يليه الفتح ب61 ألفا، ثم النصر ب51 ألفا، والحكمة ب49 ألف صوت. المركز الأول وبعد فرز أكثر من 95 في المائة من الأصوات في عشر من محافظاتالعراق الثماني عشرة، تقدم تيار سائرون، ليأتي في المركز الأول، ثم تلاه في المركز الثاني كتلة هادي العامري قائد «ميليشيا الحشد الشعبي» الذي تدعمه إيران. وجاء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المركز الثالث على ما يبدو رغم أنه خاض الانتخابات باعتباره المرشح الأوفر حظا. ويحظى الصدر بنفوذ واسع في العراق، وهو من الزعماء القلائل الذين نأوا بأنفسهم عن إيران. ولا يعني فوز الصدر المتوقع بالضرورة أن تتمكن كتلته من تشكيل الحكومة المقبلة إذ يتعين على الفائز بأعلى عدد من المقاعد، أيا كان، التفاوض لتشكيل حكومة ائتلافية، والتي من المتوقع تشكيلها خلال 90 يوما من إعلان النتائج الرسمية. وكانت مصادر أمنية ومصادر بمفوضية الانتخابات قد قالت في وقت سابق إن العبادي يتقدم الانتخابات التي جرت في البلاد يوم السبت، والتي تعد أول انتخابات يشهدها العراق منذ هزيمة تنظيم داعش في البلاد. واحتل كل من الصدر والعامري الصدارة في أربع من المحافظات العشر التي تم فرز الأصوات فيها ولكن كتلة الصدر حصلت على أصوات أكثر بشكل ملحوظ في العاصمة بغداد التي تحظى بأكبر عدد من المقاعد. وثيقة بالنتائج وأظهرت وثيقة قدمها مرشح في بغداد إلى «رويترز»، تداولها أيضا صحفيون ومحللون، نتائج الاقتراع في جميع المحافظات. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة الوثيقة لكن نتائج الفرز في عشر محافظات التي أعلنتها المفوضية مماثلة لما جاء في الوثيقة. وأظهرت حسابات رويترز بناء على الوثيقة فوز الصدر في التصويت الشعبي بحصوله على أكثر من 1.3 مليون صوت و54 من مقاعد البرلمان وعددها 329 مقعدا. وجاء العامري في المركز الثاني بحصوله على أكثر من 1.2 مليون صوت أي 47 مقعدا في البرلمان، ثم العبادي الذي حصل على أكثر من مليون صوت و42 مقعدا. الكلمة العليا ولن يصبح الصدر رئيسا للوزراء، لأنه لم يخض الانتخابات، لكن فوز كتلته يضعه في موقع يتيح له اختيار من سيتولى المنصب. ومع ذلك فالفوز بأكبر عدد من المقاعد لا يضمن ذلك. ويجب أن توافق الكتل الفائزة الأخرى على من سيرشحه. ففي انتخابات 2010، فازت مجموعة نائب الرئيس العراقي إياد علاوي بأكبر عدد من المقاعد، وإن كان ذلك بهامش بسيط، لكنه مُنع من تولي منصب رئيس الوزراء وقال هو إن إيران كانت وراء ذلك.