توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، إيران ب«عواقب وخيمة جدا» في حال استأنفت برنامجها النووي، وذلك بعد يوم على إعلانه الانسحاب من الاتفاق. وشدد ترامب، أثناء اجتماع في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، على أنه «إذا لم تتفاوض إيران فإن شيئا ما سيحدث لها»، مؤكدا أن العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران ستدخل حيز التنفيذ قريبا جدا. تهديد قوي وردا على سؤال بشأن ما ستقوم به واشنطن في حال استأنف نظام طهران مساعيه النووية، هدد ترامب قائلا: «ستكتشف إيران ذلك». وقال الرئيس الاميركي للصحافيين في البيت الابيض: «أنصح الايرانيين بعدم اعادة العمل ببرنامجهم النووي، انصحهم بذلك بقوة». وكان الرئيس الأميركي قد أعلن، الثلاثاء، الانسحاب من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، قائلا إنه لم ينجح في تبديد الخطر الذي تشكله إيران على الولاياتالمتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط. شركاء وحلفاء من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس الأربعاء: إن الولاياتالمتحدة ستستمر في العمل مع حلفائها لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي. وذكر ماتيس خلال كلمة له أمام لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ: «سنواصل العمل إلى جانب شركائنا وحلفائنا لضمان عدم امتلاك إيران أبدا لسلاح نووي، وسوف نعمل مع آخرين على التصدي لنفوذ إيران الخبيث». رد سعودي من ناحيته، أعلن وزير الخارجية عادل الجبير في تصريح لشبكة «سي إن إن» الامريكية أمس: أن السعودية ستسعى لتطوير سلاح نووي في حال سعت إيران لذلك. وردا على سؤال حول ما إذا كانت الرياض «ستقوم بتصنيع قنبلة بنفسها»، في حال استغلت طهران انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الايراني عام 2015 لاستئناف برنامج للاسلحة النووية، قال الجبير: «إذا حازت إيران على قدرات نووية سنبذل كل ما بوسعنا للقيام بالشيء نفسه». الجبير أكد استغلال إيران للاتفاق في دعم الإرهاب بالمنطقة (رويترز) استغلال إيراني وفي تغريدة له على «تويتر»، قال وزير الخارجية في وقت سابق: إيران استغلت رفع العقوبات لتعزيز أعمالها المزعزعة لاستقرار المنطقة، ودعمها لجماعات إرهابية في منطقتنا، بما في ذلك ما يسمى حزب الله وميليشيا الحوثي. وأضاف الجبير في تغريدة أخرى: نؤيد انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق النووي، وندعم قرار إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، وسنستمر بالعمل مع شركائنا لمعالجة خطر سياسات إيران العدائية. مطالب أمريكية وكان البيت الأبيض، قد نشر مساء الثلاثاء، قائمة تضمنت 14 مطلبًا تعرضها الولاياتالمتحدة على إيران. وقال البيت الأبيض في بيان أصدره عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني: إن قائد الإدارة الحالية في واشنطن أكد بوضوح أن على النظام الإيراني ليس فقط التخلي من الآن فصاعدًا عن تصميم الأسلحة النووية، وإنما أيضا عدم امتلاك صواريخ باليستية عابرة للقارات، ووقف العمل على إنتاج الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية، أو تقديم الصواريخ الباليستية لجهات أخرى. كما تصر السلطات الأمريكية، حسب هذا البيان، على ضرورة وقف النظام الإيراني دعمه للإرهابيين والمتطرفين، وكذلك تأييد وكلائه في المنطقة مثل حزب الله وحماس وطالبان والقاعدة. وأشار البيت الأبيض إلى أن الولاياتالمتحدة تطالب إيران بالتخلي عن تهديدها لحرية الملاحة خاصة في الخليج العربي والبحر الأحمر، وإنهاء تصعيد النزاع في اليمن، وكذلك تهريب الأسلحة للحوثيين. كما شدد البيت الأبيض على ضرورة وقف نظام طهران الهجمات الإلكترونية على الولاياتالمتحدة وحلفائها، وانتهاكات حقوق الإنسان واعتقال الأجانب. قناعة عربية من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، تعليقًا على انسحاب الولاياتالمتحدة من الاتفاق، في بيان أمس: إن الاتفاق الذي أبرم في 2015 كان يتناول بشكل حصري الشق النووي في الأداء الإيراني، ولطالما قلنا إن هذا العنصر على أهميته ليس العنصر الوحيد الذي يجب متابعته مع إيران لأنها تنفذ سياسات في المنطقة تفضي إلى عدم الاستقرار، وهي حتى بدون البعد النووي تتبع سياسات نعترض عليها لأنها تستند إلى الإمساك بأوراق عربية في مواجهتها مع الغرب.