هل جربت يوما أن تستيقظ صباحاً دون أن تبدأ يومك بفتح الجوال على واتس أب أو تويتر أو فيسبوك أو سناب شات، أو أي وسيلة أخرى من التواصل الاجتماعي قبل أن تفعل أي شيء آخر أو حتى قبل أن تغسل وجهك بعد النوم؟ هل جربت أن تقضي يومك كله دون أن تفتح أي وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي؟ إن معظمنا لا يستطيع أن يبدأ يومه دون الالتفات إلى هذه الوسيلة من التواصل الاجتماعي أو تلك، إن لم تفعل ذلك تشعر ان شيئاً ما ينقصك، حاول أن تجرب أن تبدأ يومك دون فتح أحد هذه البرامج ستشعر بشيء من القلق. عالم وسائل التواصل الاجتماعي عالم فرض نفسه على المشهد الواقعي، وبات جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، والذي لا ينضم إلى هذا العالم سيعتبر أميا في هذا الجانب، ولم يستطع مواكبة الاحداث المتسارعة هذه الأيام، لأنه أصبح أحد مصادر المعلومات المهمة والتي تسبق في بعض الأحيان الأجهزة الإعلامية الرسمية وغير الرسمية ووكالات الأنباء، ناهيك عن الجانب الترفيهي فيه. ولأهميته في المجتمع بات مصدر تأثير قوي على الحكومات وأصحاب القرار في الدول من مستخدميه لإيصال أصواتهم دون عوائق من الجهات الحكومية بعد أن تقطعت بهم السبل، وغدا وسيلة استخدام لرؤساء الدول وكبار مسؤوليها لتمرير بعض الرسائل المراد تمريرها لمجتمعاتهم، بل إن بعض رؤساء الدول لا يثق بالوسائل الإعلامية المعروفة بقدر ثقته بهذه الوسيلة من التواصل الاجتماعي أو تلك، كما هو الحال مع رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية دونالد ترامب في استخدامه تويتر لتمرير بعض الرسائل في الداخل أو الخارج، وكما فعل مؤخراً حيث أعلن عن نيته ضرب سوريا من خلاله وليس من خلال أي وسيلة إعلامية من الوسائل الإعلامية المعروفة، بل باتت الكثير من الوسائل الإعلامية المعروفة -صحافة، تلفزة، مذياع- تستقي الكثير من مصادرها الإعلامية من وسائل التواصل الاجتماعي، وتخصّص بعض برامجها عنها وذلك لأهميتها وتغذية النقص الحاصل فيها. إن مستخدمي هذه الوسائل بات بمئات الملايين بل إن بعضها تعدى الملياري مستخدم كما هو الحال مع برنامج فيسبوك في آخر إحصائية له. ولكن رغم أهمية هذه الوسائل في حياتنا اليومية باتت مصدر قلق نفسي للبعض منا؛ وذلك لأنهم يقضون معها الكثير من الوقت على حساب أمور كثيرة في حياتهم سواء الأسرية أو الاجتماعية وغيرها، وسمعنا عن بعض حالات الطلاق بسبب كثرة استخدامها. وباتت تشغل البعض منا حتى أثناء قيادة السيارة مما شكلت خطورة على حياتهم وحياة الآخرين والتي أدت إلى بعض الحوادث، والبعض يستخدم هذه الوسائل على حساب عمله في الدوائر الحكومية وغيرها، لذا يعتقد بعض الخبراء أن هناك نوعا من الإدمان المرضي لبعض الأشخاص لهذه الوسيلة او تلك ووجوب معالجتهم من هذا المرض قبل استفحاله، وذلك بالابتعاد عنها والتخفيف من استخدامها أو وضع وقت محدد في اليوم لاستخدامها. [email protected]