العشرون من أبريل يوم خاص عند النازيين الجدد، ويحتفلون فيه كل عام بذكرى ميلاد ادولف هتلر، فمئات النازين الجدد يتدفقون من وسط القارة الأوروبية الى مدينة «أوستريز» الصغيرة الواقعة اقصى شرق ألمانيا، للتجهيز والإعداد ل«مهرجان درع السيف» المناسبة، التي يتحدث فيها قادة الحزب الوطني الديمقراطي (NPD) الجماعة السياسية اليمينية المتطرفة في ألمانيا ويشار إليها باسم منظمة «النازيون الجدد». وأفردت صحيفة «دايلي ميل»، مساحة مقدرة بصفحاتها عن هذا الحدث السنوي، وانتشار الاحتفالات على نطاق أوسع، ووصوله حتى القارة الأمريكية الشمالية، وقالت: على الجانب الاخر من الاطلسي نظم النازيون الجدد الاسبوع الماضي -الجمعة 20 أبريل- احتفالا في ذكرى ميلاد هتلر بولاية جورجياالأمريكية، ارتدى فيه الشبان القمصان السوداء واشعلوا شعار هتلر المعقوف رافعين أيديهم بالتحية النازية. وتشير الصحيفة في تقريرها إلى أن مثل هذه اللقاءت تعد فرصة لجمع التبرعات، والتعبئة لبرامج اليمين المتطرف تحت سمع ونظر القانون، ففيها ينشط المجتمعون لتعزيز علاقاتهم بين تنظيمات مماثلة منتشرة في الدول الاوروبية ولها امتدادات في الولاياتالمتحدة. وكالة الأمن الداخلي الالمانية وصفت هؤلاء المتطرفين بأنهم على استعداد لاستخدام العنف ضد الاجانب والسياسيين، الذين يتبنون قضايا المهاجرين، وقد ارتكبوا بالفعل جرائم قتل وتفجيرات استهدفت حياتهم وحياة المهاجرين. هؤلاء هم «داعش» الغرب بلا منازع، وان اطلق عليهم تجملا الليبراليون واليمينيون، فليس بمقدور احد ان يتجرأ ويصفهم بالارهابيين، او يصف افعالهم بالاعمال الارهابية. فالنازيون الجدد وحليقو الرؤوس والبديل اليميني المتطرف في ألمانيا وفي أمريكا (alt-right) يتحركون من منطلقات عرقية وثقافية، ولهم جذور تاريخية في أوطانهم تعود لأكثر من خمسين سنة، وهم في تزايد تحت مسميات مختلفة وممارسة أنشطة ارهابية بمختلف الوسائل والاساليب لتحقيق اهدافها وتتواصل فيما بينها كما يفعل تنظيم «داعش» صاحب الاسم مستخدما وسائل الاتصال الاجتماعية. إرهابيو الغرب في اوروبا وفي الولاياتالمتحدة واستراليا يرفعون شعارات ويرتدون ازياء مميزة كما تفعل «داعش»، يرتكبون جرائم قتل خارج القانون. وتتابع صحيفة «ديلي ميل»: تعد مجموعات الكراهية البيضاء National Socialist Movement، التي تأسست في 1994 احد اكبر مجموعات النازيين الجدد في امريكا، ولها فروع في اكثر من ثلاثين ولاية، ومثلها الجبهة الوطنية الأوروبية (ENF) التي تجمع أحزابا يرفعون شعار ما يسمى «الوضعية الثالثة»، وتدير انشطتها خارج الاطر الحزبية والتنظيمية المتعارف عليها. وتنقل الصحيفة عن اعضائها، انهم يناهضون الشيوعية والتوجهات القومية وكذلك النظام الرأسمالي، ولهم ممثل في البرلمان الاوروبي هو زعيم حركة الفوضوية الجديدة فورزا نوفا في إيطاليا. ومثلما يدعو تنظيم «داعش» الارهابي لاقامة دولة، يريد نازيو الغرب اقامة مجتمع بثقافة ونقاء عرقي لا يكون للاخرين فيه مكان. وتعد «كو كلوكس كلان» في الولاياتالمتحدة اقدم تلك التنظيمات، وظهرت بعد الحرب الاهلية الامريكية عام 1865، وتمارس التمييز ضد الأمريكيين السود واليهود والمهاجرين وغيرهم، وترفض تمتع هذه المجموعات بنفس الحريات والحقوق المدنية، التي يتمتع بها الأكثرية البيض. وهناك مَنْ يرى وجود حبل سري يربط دعاة العنف العنصري والكراهية ضد الاخر عبر جانبي المحيط الاطلسي فزعماؤهم يتبادلون الزيارات ويتم استقبالهم في ساحات عامة دون وجل او خوف، وتحت حماية القانون والسلطات.