إن النهضة العمرانية التي تشهدها بلادنا حاليا تعتبر نقلة نوعية في العمل الهندسي بكل جوانبه، حيث نشاهد تسارع إنشاء المباني والطرق والموانئ والمستشفيات وشبكات الاتصالات ومحطات التحلية والطاقة الكهربائية ومصافي البترول والغاز ومصانع البتروكيمياويات وغيرها كثير، وهذا النشاط يغطي كافة جوانب التخصصات الهندسية ويبرز تطورا تقنيا حديثا تعيشه المملكة في كافة المناطق والمدن. إننا نتساءل عن المهندس السعودي الذي يعيش هذه الفترة الزمنية بما فيها من نشاط وتنمية : كيف استفاد علمياً ؟ وعلى ماذا حصل عملياً ؟ ونحن هنا لا نقصد ماديا، بل تقنيا ومهنيا، خصوصا أن مثل هذه النهضة ستكون لسنوات محدودة ثم تتوقف وتعود إلى المستوى الطبيعي أو المعتاد ، حيث لاحقا ستنفذ المشاريع الكبيرة بشكل أقل وستستمر المشاريع الصغيرة والمتوسطة ويركز على أعمال الصيانة والتشغيل. إننا نتساءل عن المهندس السعودي الذي يعيش هذه الفترة الزمنية بما فيها من نشاط وتنمية : كيف استفاد علمياً ؟ وعلى ماذا حصل عملياً؟ ونحن هنا لا نقصد ماديا، بل تقنيا ومهنيا إن الاستفادة الصحيحة للمهندس السعودي غير متحققة حاليا نظرا لطريقة تعاطي الدولة مع هذه المشاريع، حيث لا يتم توفير التدريب الكافي للمهندس ولا يعطى المشاركة الحقيقية في انجاز التصاميم بالتواجد خارج مقر الوزارة أو المصلحة الحكومية ليكون جزءا من الفريق الفني للشركات الهندسية التي تعمل في المشروع، حيث سيستفيد المهندس مباشرة من العمل التطبيقي وليس النظري، وقد يكون هناك سبب آخر لخسران الاستفادة نتيجة لتراخي بعض المهندسين في الحرص على تطوير أنفسهم تقنيا وفنيا، ويربط بعض المهندسين بين ضعف المزايا المادية التي يحصل عليها الشخص والحرص والمثابرة للاستفادة الهندسية وتطوير الذات التي سيعود نفعها أولاً على المهندس نفسه قبل غيره، حيث سيكسب العديد من الخبرات والتجارب الفنية التي يستطيع المهندس أن ينمو ويتطور بتخصصه العلمي ودرايته المهنية ما سيفتح له مستقبلا أفضل وآفاقا كبيرة وفرص عمل جيدة يخدم بها بلده ويساعد نفسه لمستوى علمي ومادي أفضل. أخي المهندس لنحرص جميعا على الاستفادة مما تعيشه بلادنا من نهضة كبيرة حاليا، ولنعمل على تطوير أنفسنا تقنيا ومهنيا، ولنبادر الى كسب المعرفة الميدانية والعلمية التي تساعدنا على النمو والتطور الذي سيبقى معنا في المستقبل لخدمة ونهضة وطننا الغالي ... وإلى الأمام يا بلادي.