أود بداية أن اشير إلى أن أهداف الهيئة السعودية للمهندسين هي تطوير وتنمية القدرات المهنية للمكاتب الهندسية السعودية، وهو ما يتوقع أن تعمل الهيئة على تحقيقه من خلال عدة استراتيجيات منها زيادة عدد الدورات التدريبية الهندسية وزيادة عقد المؤتمرات المتخصصة وزيادة عدد المحاضرات الفنية للمهندسين وعمل زيارات للمكاتب الهندسية السعودية لدول متقدمة علمياًً وصناعياً للالتقاء بمكاتب هندسية أجنبية للتعاون الفني معها.. وكذلك الحاجة إلى سعي الهيئة السعودية للمهندسين الدائم (قدر استطاعتها) لتسهيل الإجراءات الحكومية للمكاتب الهندسية، بالاضافة إلى أمور أخرى لا تخفى على الزملاء المهندسين سواء الأفراد او اصحاب المكاتب الهندسية. لابد من السعي الجدي والحثيث لتغيير الواقع الحالي للمكاتب الهندسية السعودية وذلك لتطوير قدراتها وامكانياتها ونشاطها المهني عن طريق تكوين كيانات هندسية كبيرة من خلال الاندماج أو المشاركة بين المكاتب بتخصصات هندسية مختلفة. ولكن السؤال المهم .. ماذا عمل أصحاب المكاتب بأنفسهم لتطوير مكاتبهم ونشاطهم المهني؟ فلا نزال نرى قلة مشاركة اصحاب المكاتب بحضور الدورات الهندسية وقلة حضورهم للنشاطات العلمية وقلة مشاركتهم في الوفود الهندسية المسافرة للخارج أو حتى حضورهم للوفود الهندسية الأجنبية التي تأتي للمملكة، وغير ذلك من الأمور التي تدل على ضعف اهتمام أصحاب المكاتب بالتطوير الفني والمهني لمكاتبهم، مما تسبب بانحصار عمل أغلب المكاتب بنشاط هندسي واحد وبمدينة واحدة وعملاء محددين. إن المملكة العربية السعودية تعيش حالياً نهضة في عدة مجالات مع تنفيذ مشاريع عملاقة في أغلب المناطق مما يساعد جميع المكاتب الهندسية للاستفادة من النهضة الحالية لغرض تطوير قدراتها الفنية وتوسيع امكانياتها وحجم أعمالها، وهذا بلا شك سينعكش إيجابياً على قدراتنا الوطنية الهندسية والتقنية التي تتطلب النهضة الحالية للمملكة وجود مؤسسات ومكاتب هندسية محلية كبيرة ومقتدرة. اخواني الكرام .. لابد من السعي الجدي والحثيث لتغيير الواقع الحالي للمكاتب الهندسية السعودية وذلك لتطوير قدراتها وامكانياتها ونشاطها المهني عن طريق تكوين كيانات هندسية كبيرة من خلال الاندماج أو المشاركة بين المكاتب بتخصصات هندسية مختلفة، وكذلك التعاون مع مكاتب استشارية عالمية متخصصة، مع الحرص على التطوير الذاتي للمهندس نفسه لتنمية قدراته الفنية والعلمية، حيث سيساعد ذلك على تطوير ونهضة الوطن بأيادي شبابنا السعودي المبارك. وإلى الأمام يا بلادي.