هل نملك الجرأة على مناقشة قضايانا الثقافية بشفافية مطلقة؟ لماذا أصبحت قضايانا مجرد تعليق يلتقط من الفيس بوك أو تغريدة عبر التويتر تنتهي بالسخرية والاستهزاء ؟ قضايانا الثقافية المغيبة ألم يحن الوقت لكشفها ووضع الحلول لها؟ أليس الواقع الثقافي جزءا من حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية؟ أليست الثقافة خليطا من المجتمع وعزلها عزلا للحياة؟ القضية الثقافية ليست قضية مثقف ومطالبات ولقاءات تخرج بتوصيات , القضية الثقافية إنسان ووطن نريدهم تحت المجهر!! إن جعل المثقف قضية الثقافة والعكس يحملنا مسؤولية الولوج إلى صلب الأحداث لا التنحي عنها إن القضية أعمق من قضايا ترف ومجتمع مدني متحضر أو امرأة وجملة مشكلات مكرروة تجاوزناها بمراحل , إن عملية التواري والخروج من المساحات الضيقة باختلاس المواقف وترقيع الحلول لن يمنحنا الاستقرار بل سيغمرنا في الوحل . أليس الفقر قضية ثقافية اجتماعية مهمة , طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله قضايانا الثقافية المغيبة ألم يحن الوقت لكشفها ووضع الحلول لها؟ أليس الواقع الثقافي جزءا من حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية؟ أليست الثقافة خليطا من المجتمع وعزلها عزلا للحياة؟ ورأينا جميعا زيارته الميدانية لتلك الحواري والبيوت المتهالكة والبشر التي تئن تحت وطأة الفقر والحاجة عبر التلفاز, ووضع لها الخطط وأمر بإجراءات سريعة إلا أن المجتمع لم يساعد بعد على حلها , لماذا لأننا اعتدنا على تشويه الحقائق وتجميلها ورسم الحيثيات والتبعات قبل التنفيذ وكأن مصائر البشر بيد البشر من المسؤول عن هذه الأقنعة؟ حكومتنا لم تقصر ولكن نحن قصرنا وخذلنا كل من وثق بنا , بداية حل أي قضية هو الاعتراف بها ونحن مازلنا نراوح ونُنظّر ونلوك الكلمات حتى نصنع الحجج التي لا يقبلها العقل , أتمنى من المثقفين أن يخرجوا للواقع لأن الثقافة رواية مجتمع ونبض شارع وعرق ودمعة وقصص تختبئ خلف أستار الغيب وتحت أسقف العتمة. متى نكون أكثر واقعية؟ الثقافة تقرأ بالمعايشة إن مجتمعاتنا على تنوع ثقافاتها هي الناس مواقفهم تجاربهم , معاناتهم , سلمهم , حربهم , وهذا إنعاش للثقافة المكتوبة ونقل حي لها سئمنا من ( البرستيج ) الثقافي ومن المثقف الذي يقرأ لنفسه ويتابع لنفسه ويروج لنفسه ومتجاهل أنفس تحتاج صدق وأمانة .