الكثير من الشعراء شاركوا في الأمسية التي أقامها نادي الشرقية الأدبي الثلاثاء الماضي ضمن فعالياته للاحتفال بيوم الوطن.. شعراء من أجيال مختلفة، بعضهم جاء بنفسه، وآخرون جاءت بهم الأوراق والكلمات. افتتح الأمسية رئيس النادي خليل الفزيع بكلمة عن الوطن تضمنت قراءات وتعليقات حول شعراء كتبوا عن الوطن مع شيء من شعرهم، وجاء في مقدمة الفزيع «يأتي ذكر الوطن فتورق النفوس بالآمال، وتشتعل بالحماسة، وتتجذر بالانتماء، فالوطن عزيز على قلوب المواطنين، لأنه عنوان المجد الذي تحقق، وانطلاقة الحضارة التي ازدهرت عمرانا ورفاهية وأمناً فكانت المكاسب كبيرة بحجم الطموحات». بعدها بدأت المشاركات بالشاعر عيسى قطاوي الذي حيا الوطن في يومه بقصيدة عنوانها « قوافل المجد»، جاء فيها : أهلا بيومك للأمجاد قد نسبا هو المعالي وما نبني به الغلبا أهلا بهذا الذي نحيا مفاخره في كل يوم ومن قد ناطح الشهبا كما شارك الشاعر السعودي سعيد عبد الله سفر بقصيدة عنوانها « وطن الحبّ، جاء فيها : لا تقل كيف التقت آمالنا .. كيف طاولنا جباه الشهبِ كيف أبحرنا بليل موحش .. نحو فجر عبقري لجب وقرأ الشاعر عبد المحسن الشقيري عدداً من نصوصه منها «كساكِ النور»، و « أرض السلام»، مسلطاً في أبياته الضوء على جمال الوطن، وقد اعتذر الشاعر عبد الوهاب الفارس عن المشاركة بسبب عارض صحي وقرأت رغد عبد الوهاب الفارس نصها المعنون « وطني الحبيب « كاشفة بإلقائها الجميل عن ملامح موهبة قادمة. واستعرض خليل الفزيع في ورقته بعض ملامح وسمات من تجربة شعراء سعوديين كتبوا في الوطن من جهات متعددة، مبتدئا بالشاعر حمزة شحاتة وقصيدته الشهيرة : النهى بين شاطئيك غريق والهوى فيك حالم لا يفيق ورؤى الحبّ في رحابك شتى يستفزّ الأسير منها الطليقُ. كما تناولت ورقة الفزيع الحنين إلى الوطن في الغربة من خلال قصيدة الشاعر ابراهيم صعابي، ويشتمل شعر الوطن كما تعرض له الفزيع على تصوير مشاعر اللقاء بعد الفراق كما فعل الشاعر السيد عدنان العوامي، إذ يصور رحيله وعودته إلى الوطن متفانيا في حبه أسفاً على رحيله : وها هنا كان فردوس ولهت به علّقت دنياه مرجاً معشبا وربى حتى إذا اشتط بي جهلي فسوّل لي .. هجران شطك ظلاً وارفا وصبا أما الشاعر الدكتور غازي القصيبي فقد كانت للفزيع معه وقفة في زيارته مدينة الجبيل، إذ أذهله التقدّم الصناعيّ الذي تعيشه حيث سواعد الرجال تبني الصروح فتحيل البراري إلى واحة من المصانع : جبيل يا دانة الغواص معذرة ... إذا ذهلت فلم أعثر على طُرقي تغيّر البرّ واخضرّت مصانعه ... من بعد أن أمطرتها ديمة العرقِ وختمت الأمسية بكلمة لنائب رئيس النادي الشاعر محمد الدميني الذي أكّد على أهمية المناسبة، ولفت إلى المشاعر الإنسانية العميقة التي اشتملت الأمسية على بعضها، وأضاف أن الوطن يعني علاقاتنا بأمهاتنا وحبيباتنا وأبنائنا وأصدقائنا، فنحن نتكلم عن الوطن وليس عن كائن أصمّ، بل عن كائنات تتحرك، ونحن بحاجة إلى الالتفات إلى هذه المفردات الصغيرة.