لن اتحدث عن الشيخ محمد بن عبدالعزيز بن خزيم رحمه الله واسكنه فسيح جناته، اقول لن اتحدث عن انجازاته وحياته العملية فهذه شواهد حية وبإذن الله باقية مادام ان ابناءه وهم اهل لذلك يكملون هذه المسيرة. لكن أتحدث عن انسانية هذا الرجل فقد عرفناه واسرته الكريمة منذ ما يزيد على نصف قرن وكانت منازلنا مجاورة لبعضها. بل كان منزله ومنزلنا كمنزل واحد متميزا بالعلاقة والمحبة النادرة وكان والدي رحمه الله والشيخ محمد الخزيم رحمه الله تربطهما علاقة الاخوة والصداقة. كان رحمه الله حكيما في قوله وفعله وكان مدرسة لتعليم الاجيال في التربية والاخلاق المبنية على الاحترام وتقدير الآخرين، كان لنا بمثابة الوالد الناصح والمحب لابنائه، كان عندما ينصحنا في أي امر نجد منه الهدوء والسكينة والقدرة على إقناعنا بصحة ما يقوله، الى جانب ان هذه العلاقة لم تقتصر على داخل مدينة الخبر بل كنا ومع اسرته الكريمة واسرة الشعوان الكريم نخرج في رحلات برية تستمر اسابيع فكان والشيخ عبدالرحمن بن شعوان رحمه الله ووالدي رحمه الله مدرسة نسمع منها كل جديد وطريف في الشعر والادب والقصص والحكايات فكانت الساعات التي نقضيها بينهم لا تزال راسخة في اذهاننا فهي تحكي تجارب وخبرات رجال كان لهم دور مهم في هذا المجتمع. هذه العلاقة لم تقتصر على داخل مدينة الخبر بل كنا ومع اسرته الكريمة واسرة الشعوان الكريم نخرج في رحلات برية تستمر اسابيع فكان والشيخ عبدالرحمن بن شعوان رحمه الله ووالدي رحمه الله مدرسة نسمع منها كل جديد وطريف في الشعر والادب والقصص والحكايات كان رحمه الله محبوبا لدى جميع سكان الخبر والدمام والقطيف والاحساء فنجد عند اقامته أي مناسبة في منزله العامر اطياف المجتمع والكل يسعد بلقياه والتحدث معه وكان الجميع ينظر الى اخلاق ومحبة هذا الشيخ كأنهم اهل المنزل وهو الضيف عندهم تسمع من نبرات حديثة وكلامه سعة الاطلاع وبعد النظر والمعرفة بكثير من الامور الاجتماعية والتاريخية لذا نجد حرصه على دعم مكتبة آل خزيم في مدينة البكيرية بالقصيم منذ ما يزيد على خمس وثلاثين سنة كان التواضع صفته والابتسامة وحسن الاستقبال سواء في عمله او في منزله. الجميع يحب ابو رياض لاسهاماته في وطنه وما اكثرها كان في مقدمة استقبال أي زائر كريم للمنطقة الشرقية وكان يرحمه الله يلقى التكريم والتقدير من كافة المسئولين ورجال الاعمال. اعتبر ان ابو رياض من اهم المؤسسين لكثير من قطاعات الخبر والدمام سواء فلم يبخل بوقته من اجل خدمة وطنه ونرى اليوم هذه الصورة في اسرته الكريمة ابتداء من ام رياض وام عبدالعزيز وابنائه وبناته فكل واحد منهم اصبح مثالا لمحمد بن خزيم في صفاته التي يذكر بها ويقتدى بها. رحم الله شيخنا وشيخ آل الخزيم واسكنه الله فسيح جناته وعزاؤنا لاسرته الكريمة ولمحبيه ولنا جميعا.