استشهد فلسطينيان في غارة نفذتها طائرة عسكرية إسرائيلية، فجر امس وسط مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر محلية إن طائرة تجسس إسرائيلية أطلقت صاروخًا على عربة رباعية الدفع من نوع «تويوتا» كانت تسير قرب محطة أبو طه للبترول، مما أدى إلى استشهاد اثنين من ركابها وإصابة ثالث. وعُلم أن الشهيدان هما: أشرف صالح وأنيس أبو العنين، في حين أصيب مواطن ثالث بجراح خطيرة، حيث تعاملت معه الطواقم الطبية في مستشفى غزة الأوروبي ولا يزال على قيد الحياة. وتشهد أجواء قطاع غزة تحليقًا مكثفًا لطائرات الاحتلال، بكافة أنواعها، وذلك عقب الغارة وقالت مصادر فلسطينية إن طائرات من نوع «أباتشي» الحربية تحلق بشكل عامودي في أجواء شرق مدينة غزة وهو ما يعني جاهزيتها للقصف. وأضافت أن طائرات الاستطلاع غطت كافة مناطق قطاع غزة وتحلق على ارتفاعات منخفضة. ونعت وزارة الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني في غزة الشهيدين، مؤكدة أن الشهيدين «كانا في مهمة عمل رسمية لتأمين الحدود المصرية الفلسطينية حينما تم استهدافهما». وقالت الوزارة في بيان لها، «إن الشهيدين أشرف صالح (33 عاماً)، وزميله أنيس أبو العنين (22 عاماً)، وهما من هيئة الحدود التابعة لوزارة الداخلية والأمن الوطني، تم استهدافهما خلال قيادتهما لسيارة من نوع جيب تويوتا تابعة للهيئة، وذلك أثناء قيامها بمهمة رسمية روتينية بتفقد الحدود مع مصر. أكدت الداخلية والأمن الوطني الفلسطيني أن الاحتلال «يواصل جرائمه اليومية وانتهاكاته البشعة بحق الشعب الفلسطيني، في محاولة منه لزعزعة الاستقرار والأمن الذي يعيشه قطاع غزة وإمعاناً في جرائمه وغطرسته» وأكدت الداخلية أن الاحتلال «يواصل جرائمه اليومية وانتهاكاته البشعة بحق الشعب الفلسطيني، في محاولة منه لزعزعة الاستقرار والأمن الذي يعيشه قطاع غزة وإمعاناً في جرائمه وغطرسته». وحذرت الوزارة من أن هذا التصعيد «يظهر النوايا الكارثية المبيّتة لدى الاحتلال تجاه قطاع غزة، والتي تؤكدها تصريحات قادته ومطالباتهم خلال الفترة الماضية بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة». واعتبرت وزارة الداخلية أن استهداف الاحتلال هذه المرة لكوادرها «دليل على أنه لا يريد لحالة الاستقرار التي يعيشها قطاع غزة أن تستمر، وتعبر عن غيظه بنجاح الوزارة وأجهزتها في ضبط الأمن في قطاع غزة». ودعت كافة الجهات العربية والدولية والحقوقية للتدخل العاجل «من أجل وقف التصعيد الإسرائيلي وجرائمه المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني». ويشار إلى أن الشهيد صالح هو شقيق الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي السابق لرئيس الحكومة إسماعيل هنية. بدوره اعتبر الدكتور صلاح البردويل، القيادي في حركة المقاومة الاسلامية «حماس»، التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة بأنه «استكمال للدور الذي تقوم به السلطة الفلسطينية في الضفة وحملة الاعتقالات التي طالت العشرات من عناصر وقادة حركته». ووصف البردويل «التصعيد الصهيوني الأخير في قطاع غزة والاعتقالات التي تقوم بها السلطة ضد عناصر حركته في الضفة بأنه ضربة مزدوجة للنتائج المرتقبة لزيارة اسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة لمصر. وقال: «زيارة رئيس الوزراء (اسماعيل هنية) الأخير واستقباله بشكل رسمي في مصر استفزت بالفعل الطرف المعادي لحركة «حماس»، فأمن السلطة وإسرائيل قاموا بتوجيه ضربة مزدوجة لحماس كتوزيع اداور ما بين الطرفين، فالسلطة من جهتها شنت حملة اعتقالات ضخمة كانتقام بسبب استقبال مصر لرئيس الوزراء، والعدو الإسرائيلي يوجه ضربة مفاجئة ويقتل عددا من الشهداء». وأضاف: «التصعيد على غزة رسالة لمصر أننا نمارس الحصار مهما حاولت مصر أن تفك الحصار أو أن تساعد أبناء قطاع غزة». وأشار القيادي في «حماس» إلى وجود توزيع للأدوار بين السلطة والاحتلال، متهما السلطة بأنها تحاول أن تؤكد على فكرة الحصار السياسي وذلك من خلال محاولتها إفشال زيارة هنية او التشويش عليها، وأن الاحتلال يحاول أن يعزز الحصار الامني والاقتصادي على غزة، من خلال التصعيد وتشديد الحصار على غزة. وفي الضفة الغربية حلقت طائرة استطلاع تابعة للاحتلال ، في سماء مدينة جنين في وقت ألقى فيه جنود الاحتلال قنابل ضوئية على أطراف المدينة وشنوا فيها عمليات تمشيط واسعة. وقال شهود عيان إن عدة آليات عسكرية توغلت في منطقة «صباح الخير» شمال مدينة جنين، أثناء تحليق طائرة استطلاع، حيث أطلقت القنابل الحرارية في الوقت الذي أطلق فيه الجنود القنابل الضوئية، مما أحدث حالة من الإرباك في المنطقة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال غادرت المنطقة بعد ساعات دون أن يبلغ عن اعتقالات. وفي القدسالمحتلة منعت قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح امس الخميس 100 من طلاب مساطب العلم (المرابطين)- وهم من سكان الأراضي المحتلة عام 1948- من دخول المسجد الاقصى المبارك. واعتاد المئات من المقدسيين وفلسطيني 48 التواجد يوميًا بباحات المسجد الأقصى، للرباط فيه وطلب العلم، في حين تحرس قوات الاحتلال عمليات اقتحام المستوطنين لحمايتهم من تصدي المرابطين لهم.