أعلن عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار أمس أن حركته ملتزمة في هذه المرحلة بالتهدئة مع إسرائيل. وقال خلال تظاهرة نظمتها حركته في غزة للتضامن مع أعضائها المعتقلين في سجون السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية: "إننا ومن واقع القوة وحماية لفصائل المقاومة، نعلن في هذه المرحلة التزامنا بالتهدئة بيننا وبين الاحتلال". وأضاف: أن "التهدئة ليست دليل ضعف بل على العكس هي دليل قوة، ومن لا يريد أن يدرك ذلك فعليه أن يقرأ ما يصرح به العدو". وخاطب الزهار الإسرائيليين قائلا: "نحن ملتزمون ما التزمتم وإذا أوقفتم الاجتياح والاغتيالات لأي فرد من أبناء فلسطين وإذا ما رفع الحصار فنحن ملتزمون بضبط النفس". وشهد قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة تصاعدا ملحوظا في إطلاق القذائف الصاروخية على جنوبي إسرائيل التي ردت بشن عدة غارات جوية على أهداف متفرقة في القطاع. وكانت إسرائيل تقدمت أول من أمس بشكوى إلى الأممالمتحدة احتجاجا على إطلاق صواريخ محلية من غزة على أراضيها. وندد الزهار بالاعتقالات التي تشنها أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بحق عناصر حركته بالضفة الغربية. وفيما يتعلق بملف الجندي الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط قال الزهار: "لن نفرط في حقنا فيما اتفقنا عليه وما يجب أن نستكمله حتى تتحقق غايتنا". وأضاف: "أن الذي يقرر في صفقة تبادل الأسرى ليست السلطة الفلسطينية ولا إسرائيل بل ما نريده وما نتفق عليه نحن". وتأتي تصريحات الزهار في ظل تصاعد التوتر في الأيام الأخيرة مع سقوط صواريخ فلسطينيةجنوب إسرائيل وشن غارات إسرائيلية في قطاع غزة. في الغضون، بعث رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية بشكوى رسمية ضد الاحتلال الإسرائيلي إلى الأممالمتحدة، وذلك عبر وثيقة مكتوبة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تحدث فيها عن خطورة التصعيد الإسرائيلي المبرمج ضد قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو: إن هنية دعا الأممالمتحدة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لكبح جماح العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة والعمل الجاد لإنهاء الحصار ومعاقبة إسرائيل على جرائمها. وأشار هنية في رسالته إلى أن قوات الاحتلال قتلت بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة 220 شهيدا وأوقعت آلاف الجرحى، منهم 38 شهيدا و1273 جريحا خلال الربع الأخير من العام الحالي. كما أعلن النونو أن هنية "قرر إجراء تعديل وزاري في الحكومة الفلسطينية". مشيرا إلى أنه "شكل لجنة خاصة للالتقاء بالفصائل والشخصيات الوطنية كي تعرض عليهم المشاركة في التشكيلة الحكومية الجديدة". وأضاف النونو في بيان: أن هنية "كلف كلا من النائب خليل الحية برئاسة اللجنة التي تضم في عضويتها كلا من النائب إسماعيل الأشقر، ويوسف رزقة المستشار السياسي لرئيس الوزراء، حيث ستبدأ خلال الأسبوع الجاري عملها بالالتقاء بالفصائل الوطنية والإسلامية والشخصيات الوطنية والاعتبارية".