لاتزال كارثة اختلاط مياه الصرف الصحي بالمياه الجوفية والتى يشهد فصولها حي القشلة بالدمام ، وفجر أكاديميون الخطورة المحدقة التى نتج عنها هذا الاختلاط ووصفوا تصرف عدد من أصحاب المجمعات التجارية ب « البشع « . وأكد عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الزراعية والأغذية الدكتور محمد حامد الغامدي أن حقن مياه الصرف الصحي إلى الطبقات الحاملة للمياه الجوفية يعتبر من الكوارث التى يجب ايقافها على الفور وبين الغامدي أن هذه الظاهرة ظهرت نتيجة عدم وجود صرف صحي ، وبدلا من بناء (بيارات) لتجميع مياه الصرف الصحي عمد البعض لبناء آبار إرتوازية والتخلص من هذه المياه عن طريق حقنها إلى اعماق الارض بحفر بئر انبوبي وتوصيل مياه المجاري في هذا البئر مباشرة ، وأشار الغامدي إلى أنه يجب تجريم هذا العمل « البشع « لكن الجهات المسئولة غير مكترثة ونتيجة لأحد البحوث العلمية فقد وجد ان المياه الجوفية خارج مدينة جدة ملوثة بمياه الصرف الصحي وفي مسافة تصل إلى أكثر من (100) كيلومتر. وأوضح الغامدي أن هذه الممارسة انتقلت إلى معظم مناطق المملكة وهناك فلل وقصور وبيوت تمارس هذا النشاط ، وقد سألت احدهم ممن حفر بئرا في بيته في الدمام ليتخلص من مياه الصرف في دورات مياه فلته في القبو، فكان جوابه انها غير مضرة والأدهى من ذلك أنه يوصي بهذا التصرف للتخلص من عناء شفط البيارات. الاشكالية تبدأ من التوسع العمراني ولابد أن نعرف أننا في منطقة المياه فيها تشكل عصب الحياة ، ومعروف أن الحروب القادمة سوف تكون على المياه وليست على شيء آخروأضاف الغامدي أن المياه الجوفية تواجه خطر التلوث الذي يهدد حياة الناس بالكثير من الامراض والاوبئة، ويجب تجريم هذا الفعل باقصى سرعة. وبين أستاذ العمارة والتصميم الحضري الدكتور مشاري بن عبدالله النعيم أن الاشكالية تبدأ من التوسع العمراني ولابد أن نعرف بأننا في منطقة المياه فيها تشكل عصب الحياة ، ومعروف أن الحروب القادمة سوف تكون على المياه وليست على شيء آخر ، وأشار إلى أن التنظيم يبدأ من خلال ضبط التوسع العمراني لأن الرقابة صعبة فغالبا ما تحفر الاربار الارتوازية في أملاك خاصة صعب الوصول إليها ومراقبتها والسيطرة عليها والإشكالية هنا في فكرة تجريم ووضع نظام صارم وفرض غرامات مالية عالية ولابد من الحلول وطالب النعيم باستخدام تقنيات المياه الرمادية ( المياه المعالجة ) ووضع استراتيجية وطنية لمعالجة مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة . وقالت عضو مجلس إدارة الجمعية السعودية للبيئة ونائب المدير التنفيذي الدكتورة ماجدة أبو راس ان مياه المجاري تعتبر ملوثة تحتوي على ميكروبات كبيرة ومواد عضوية أخرى سوف تتسرب وتصل للمياه الجوفية الموجودة وتعمل على تلوثها ولابد من وضع الحلول لهذا الموضوع من خلال عمليات تصريف المياة ، وبينت ابوراس بأن تسرب هذا النوع من المياه الملوثة سوف يؤثر على المياه الجوفية بشكل مباشر وفي نفس الوقت سوف تؤثر على البيئة التحتية للتربة . وأشارت إلى أن ما يحصل هو ظاهرة غير صحية والحل المتوفر حاليا لهذا الموضوع هو عن طريق عمل محطات الصرف الصحي واعادة تدويرها .وأوضحت ابوراس أنه بالنسبة للبيئة فسوف تؤثر على البنية التحتية للأرض وبالتالي سوف تؤثر على التنوع الحيوي الموجود.