تحّول مهرجان التمور بالأحساء «للتمور وطن» الذي يقام بتوجيه صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء، وبتنظيم أمانة الأحساء بشراكة إستراتيجية مع مجلس التنمية السياحية، وهيئة الري والصرف، والغرفة التجارية، في ساحة الأمانة في منطقة الدوائر الحكومية بمخطط عين نجم، نقطة تجّمع وملتقى يوميا من تجّار المملكة والخليجيين. وواصل المهرجان الذي انطلقت فعالياته منذ أسابيع وتستمر على مدار شهر كامل، حيث حَفِل يوم أمس بتنافس كبير بين المزارعين لتقديم أجواد أنواع تمور نخيل الأحساء، حيث شهد السوق إقبالاً كبيراً من التجار والمستثمرين من دول الخليج العربي الشقيقة، خصوصا من دولة قطر، والكويت، والإمارات، نتيجة جودة المنتجات التي تدخل المزاد يوميا، بعد فحصها وتصنيفها من قبل مختبر الجودة الذي أقيم خصيصا لهذا الغرض، الذي ساهم في ابتعاد الأصناف متدنية الجودة بفضل الرقابة الصارمة التي تطبق على التمور الموردة للمهرجان، فيما لم يسجل المزاد أي تجاوزات حيث الجميع يعمل على نجاح تسويق التمور، مما أعطى زخما لافتا في حركة المبيعات التي انعكست إيجابيا على المنتج وعلى نفسيات الفلاحين، والمستثمرين الذين تقاطروا على المهرجان من مختلف مناطق المملكة وخارجها لشراء كميات كبيرة من محصول هذا العام، الذي تشتهر بها نخيل الأحساء على مستوى العالم، حيث أصبح التجار والمستهلكون من خارج المملكة لديهم معرفة تامة بالأنواع المختلفة من التمور، وما تحمله من مواصفات فيما يتعلّق بنوعها، وطعمها، مُبدين إعجابهم الشديد بهذه الثمار التي تجود بها أرض هذه المحافظة المعطاء، وتعمل إدارة المهرجان جاهدة في إبراز قيمة المنتج الأحسائي حيث أثبتت الأبحاث والدراسات التي أجريت على تمور هذه الأرض الطيبة، أنها من أجود تمور العالم قاطبة إلى جانب مذاقها الطيب واللون المميز، لذا يسعى المستثمرون في مجال الصناعات التحويلية لشرائها وتحويلها إلى أشكال جديدة ومبتكرة بطريقة تتماشى مع الحياة العصرية، ومن تمور المنطقة توفر الكثير من المنتجات المصنعة وفقا لأحدث معايير الجودة التي تتناسب مع قيمة وجودة نتاج نخلة واحتنا الخضراء، حيث يعمل الفلاح الأحسائي والمسؤولون عن النخلة في بوتقة واحدة سعيا لرفع عطاء أصنافها المتدفق ذي القيمة الغذائية المعروفة والفوائد الصحية لتكون مطلبا رئيسيا للأسواق العربية والعالمية التي تبحث عن الجودة في الأصناف المتنوعة التي لا يمكن الحصول عليها إلا من خلال نخلة أصيلة مثل باسقات أكبر واحة في العالم أحساء الخير ، وقد اعتبر عدد من أهالي الأحساء أن استبدال كراتين الموز التي كان يُجمع فيها ما تجود به واحة الأحساء من منتجها الأصيل والتاريخي، بعبوات كرتونية خاصة أثناء تسويقها هو انتصار وإنصاف لتمور الأحساء ذلك المنتج الإستراتيجي ، مشيرين إلى أن تلك الخطوة التي قامت بها أمانة الأحساء ستساهم في الحفاظ على جودة التمور إلى جانب إبرازه بطريقة مثالية أثناء التسويق، مؤكدين على أنه من الأفكار التي تخدم المزارع والتاجر والمستهلك أثناء عملية البيع والشراء بعيدا عن كراتين الموز الملوثة والتي يتم جمعها من أسواق الخضار وهي لا تتمتع بأدنى مواصفات واشتراطات النظافة، كما أن يتم تخزينها بشكل عشوائي قبل مواسم «الصرام» بفترة طويلة في أماكن غير مهيأة لذلك، إلى جانب ارتفاع أسعارها مقارنة بالعبوات الجديدة الآمنة والتي لديها القدرة على حفظ المنتج إضافة إلى أنها عبوات صحية، من جانبه أكد وكيل أمين الأحساء للخدمات المهندس عبدالله بن محمد العرفج أن خامة العبوة التي تستوعب 10كجم ومصنوعة من خامات صديقة للبيئة تماما، كما أنه من الممكن إعادة تدويرها مرة أخرى، إلى جانب سهولة التخلص من هذه العبوة المثالية، منوها إلى أن العبوات الأخرى التي كانت في السابق يُسوق من خلالها التمور ذهبت دون رجعة لأنها لا تتمتع بأدنى المواصفات الصحية، مضيفا أن اختيار العبوة الكرتونية من بين أصناف العبوات الأخرى جاء بعد دراسة وافية، وهذه العبوة الجديدة تُعد الأفضل صحيا نظرا لامتصاصها جميع كميات المياه والرطوبة الزائدة في المحصول. عبر عدد من المزارعين والتجار عن سرورهم بتدخل أمانة الأحساء لحماية تمور الأحساء من الانهيار، معتبرين أنه أمر تشكر عليه الأمانة فخطوتها هذه تمثل انتشالا لتمور الأحساء التي تعد الأفضل والأجود والأكثر شهرة على مستوى المملكة. وأكد صلاح الجاسم أحد باعة التمور أن تمور الموسم الحالي «الجديد» ذات جودة عالية، وهي سبب قفز الأسعار إلى مستويات مرتفعة، حيث ارتفع أمس سعر صنف «الخلاص» والأسعار مرشحة للزيادة في الأيام المقبلة بزيادة 200 بالمائة، متوقعاً أن تحقق هذه الأسعار أرباحا عالية للمزارعين في الموسم الحالي، تتماشى مع عناية ومجهود المزارعين للوصول إلى جني تمور ذات جودة عالية. وأشار إلى أن أغلب المزارعين اهتموا بأشجار نخيل مزارعهم من حيث التربة والمياه طوال مدة زراعتها التي امتدت لأكثر من ثلاثة أشهر متواصلة، بالإضافة إلى الجهود المتواصلة التي بذلتها مديرية الزراعة في الأحساء وهيئة الري والصرف في الأحساء من خلال برامج التوعية والتثقيف والإرشادات الوقائية لمنع الآفات الحشرية، مؤكداً أن تلك الجهود، ظهرت جلياً خلال الأيام الأولى من وصول بشائر التمور الجديدة وجودتها العالية. وعبر عدد من المزارعين والتجار عن سرورهم بتدخل أمانة الأحساء لحماية تمور الأحساء من الانهيار، معتبرين أنه أمر تشكر عليه الأمانة فخطوتها هذه تمثل انتشالا لتمور الأحساء التي تعد الأفضل والأجود والأكثر شهرة على مستوى المملكة وهذا أمر معروف من القدم وأشار التاجر محمد عبدالله إلى أن المهرجان شهد سمعة طيبة ونجاحا وذاع صيته رغم أنه في أيامه الأولى مما زاد في أعداد المزارعين والمشترين والتجار عليه، داعيا اللجنة المنظمة إلى سرعة تفويج السيارات تخفيفاً على أصحاب التمور وكبار السن من المزارعين فيما شكر الدلال علي الياسين على حسن التنسيق والتنظيم الذي شهدته ولأول مرة سوق التمور في الأحساء ، مبينا أن هذا الاهتمام ساهم في تحسن كبير للأسعار ، من جانبه أبدى أمين الأحساء المهندس فهد بن محمد الجبير سعادته الغامرة بهذا الاحتفاء الكبير بنخلة الأحساء العريقة، مشيرا إلى أن مهرجان الأحساء للنخيل والتمور والذي يحمل شعار «للتمور وطن» يأتي تجسيدا لهوية الاحساء الزراعية عبر العصور ويُعزز هذه الحضارة التاريخية الفريدة ولتشجيع قطاعي إنتاج وتصنيع التمور ، وإبراز تاريخ زراعة التمور. مضيفا أن المهرجان في مقدمة أهدافه الاحتفاء بالنخيل والتمور وتعريف العالم بهذه الثقافة الخاصة بالأحساء والتي نوه سموه إن هذه الخصوصية تعد موعداً سنوياً لعشاق التراث والأصالة الاحسائية لتخليد هذا الثقافة، مؤكدا على أن أمانة الأحساء برفقة شركائها هيئة الري والصرف وغرفة الاحساء عملت ومنذ فترة سابقة في الإعداد والتخطيط لهذا المهرجان ليصبح بمثابة واجهة سياحية تراثية وثقافية تُعنى بالنخلة ومنتجاتها , ولقد حرصت أمانة الأحساء على رعاية النخلة ودعم المزارعين , انطلاقا من مسئولياتها ودورها الهام في الحفاظ على الاستدامة الزراعية في الواحة وتقديراً للنخلة باعتبارها موروثاً زراعياً هاماً في اكبر واحة للنخيل على مستوى العالم .لافتا أنه بصفة عامة فإن تنظيم مهرجان النخيل والتمور يهدف إلى توسيع النطاق التسويقي لتمور الأحساء وجذب القوة الشرائية باتجاهها وتنظيم آليات البيع , إضافةً إلى تشجيع قطاع إنتاج وتصنيع التمور ومنتجات النخلة وتبادل الخبرات وتقوية الروابط بين المزارعين ومنتجي ومصنعي التمور, علاوة على أن المزارع الأحسائي سيجني عوائد اقتصادية أكبر، موضحا أن التمر وعلى مر العصور والأزمنة يُعتبر غذاءً رئيسياً لسكان الجزيرة العربية .