يسكن فوزي «46 سنة» الذي فقد وظيفته بسبب الأمراض المتتالية التي داهمت جسده مثل انسداد تام وتصلب بشرايين القلب مع الإصابة بالفشل الكلوي المزمن في كليته مع ثلاثة من أبنائه بالإضافة إلى زوجته داخل شقة بسيطة تفتقد لمقومات الحياة العادية وذلك بحي العنود بالدمام منذ ما يقارب الشهر ونصف وذلك بعد أن كان يعيش قبلها في إحدى الحدائق العامة مع أسرته، ولكن احد الميسورين بعد رؤيته حالة «فوزي» تكفل بتأمين هذه الشقة بحيث قام بسداد جزء من قيمة إيجارها، على أن يتحمل « فوزي» الإيجار فيما بعد بالكامل، «فوزي» عندما بدأ يحكي معاناته قال:» لقد كنت قبل أربعة أعوام أعمل على وظيفة حارس أمن ( سكرتي )لدى إحدى الشركات الخاصة، ولكن بعد إصابتي بمرض تصلب شرايين القلب،بالإضافة إلى الفشل الكلوي تم فصلي من وظيفتي نظراً لكثرة ذهابي للمستشفى لحضور جلسات غسيل الكلى. وأضاف فوزي:» لقد كانت الوظيفة تعتبر مصدر دخل لي ولأسرتي، ولكن بعد ذلك وجدت نفسي ملقى بالشارع مع أبنائي بعد عجزي عن سداد قيمة ايجار المسكن الذي كنت اقطن فيه من قبل، فتنقلت للعيش حينها بين عدة منازل كان لمجموعة من الأقارب والأصدقاء حتى شعرت بأني أصبحت ثقلاً عليهم فاضطررت للخروج لأي مكان. ويضيف فوزي أنه بسبب ضيق اليد التي جعلته غير قادر على ايجاد مكان ليستر فيه أسرته توجه إلى حديقة الإسكان بالدمام لتكون مقراً يأوي إليه، حيث مكث بها قرابة ثلاثة أشهر إذ يقول:بعد أن أرهقتني الرطوبة العالية وحرارة الشمس الملتهبة توجهت إلى أزقة حي مدينة العمال الضيقة، للعيش بين الجدران، بحيث مكثت مدة غير طويلة في تلك الأزقة حتى انتقلت بأسرتي إلى كورنيش الدمام. حيث قال : لا أخفيك سراً أني حاولت الانتحار عدة مرات بعد شعوري بالعجز أمام تأمين مستقبل أبنائي ، ففي أحد الأيام توجهت لإحدى محطات الوقود من أجل سكب الوقود على جسمي بالكامل وقد لاحظني بعض زبائن المحطة وأنا أهُم بإشعال النار في ملابسي فتسارعوا لإيقافي ، فحاولت أن أُشعل النار قبل وصولهم ولكن الله ستر. وأضاف فوزي: بأنه تم سجنه لمدة ستة أشهر على خلفية هذه الواقعة، وخرج بعد انقضاء المدة، وعن مصادر الدخل يقول العبيد : حالياً اعتمد على مبلغ بسيط يصرف لي من الضمان الاجتماعي وأما مساعدة جمعية المعاقين فتذهب مباشرة لسداد قرض اقترضته سابقاً .. ويضيف فوزي : أعترف وأقولها بملء فمي أني كنت أمتهن التسول وزوجتي طلباً لسد حاجتنا، ويناشد فوزي أهل الخير والقلوب الرحيمة أن يلتفتوا له ولأبنائه قبل أن يعود بهم الحال مشردين في الشوارع ، ويناشد أيضاً المسئولين بمساعدته في توفير المواصلات لكي لا يُحرم من مواعيد غسيل الكلى التي سبق أن أُدخل في غيبوبة مدة ستة أشهر بسبب عدم توفر وسائل النقل .