كان الثلاثاء الدامي(11 سبتمبر) في أمريكا واقعا يفوق الخيال ونتاجا طبيعيا لثقافة العنف التي غذتها السينما الأمريكية والأدب الأمريكي بنيران الخيال وترسيخ عنصر التفوق، وسهولة القتل والاغتيال بعيدا عن سلطة القانون، ودوائر الإنسانية. واقع ابرز إلى الوجود (صدام الحضارات) وجعل من هنتنجتون نجما بارزا، وليس هنتنجتون وحده بل (جيل كيبل) صاحب كتاب (الجهاد)، و(فوكوياما) صاحب كتاب (نهاية التاريخ) وغيرهم من الكتاب هؤلاء صنعوا أحداث الثلاثاء الدامي ثقافيا وفكريا قبل ان يكون واقعاً. هينتنجتون حصر حضارات العالم في ثماني حضارات هي: السلافية، الهندسوية، الصينية، الأفريقية، البوذية، الغربية، الإسلامية، وأمريكا اللاتينية. ثم حدد الصدام بين الحضارة الإسلامية والغربية مجيبا في حوار له عن السبب: ان المسيحية والإسلام كانتا دائما علاقتهما «صعبة». واقع أبرز إلى الوجود (صدام الحضارات) وجعل من هنتنجتون نجما بارزا، وليس هنتنجتون وحده بل (جيل كيبل) صاحب كتاب (الجهاد)، و(فوكوياما) صاحب كتاب (نهاية التاريخ) وغيرهم من الكتاب هؤلاء صنعوا أحداث الثلاثاء الدامي ثقافيا وقال بفكرة ان الحرب القادمة عالميا لن تندلع لأسباب اقتصادية أو عسكرية بل لأسباب ثقافية.. حضارية.. دينية. وإذا تركنا صدام الحضارات جانبا وذهبنا إلى الأعمال الأدبية التي توزع آلاف النسخ في الغرب نجدها أسست لثقافة العنف وتنبأت بما حدث.. وربما كانت هي أيضا «دليلا» أو موجة أفكار لما حدث.. في قراءة قدمها (سامح كريم) عن توم كلانسي الأديب الأمريكي الذي توزع أعماله بالملايين من النسخ سنويا وجد ان هذا الأديب يتمتع بأمرين هما: إمكانية التعبير والقدرة على التنبؤ.. وإمكانية تنبؤ الأديب بالأحداث تنبع من كون الأدب فنا أكثر منه علما، الهاما أكثر منه اختراعا، والأدب الحقيقي يستطيع ان يستوحي الهامة من شيء ما.. هذا الشيء قد يكون واقعا منظورا أو غير واقع وغير منظور. عودة إلى كلانسي نجد ان أعماله تشير إلى غرابة وإثارة أما أفكاره فكلها تدور حول الحروب والمخدرات والإرهاب والتجسس والتخابر... وغيرها. في رواية (العاب وطنية) التي صدرت عام 1987 نجد ان كلانسي وضع القارئ أمام نوع جديد من الحرب الشاملة التي هي ليست اقل دموية من الحرب ذاتها.. وهذه الحرب هي المعركة العالمية ضد الإرهاب وهذا ما نراه الآن. رواية (الأوامر التنفيذية) الصادرة في عام 1996م تكمل هذه الرواية رواية قبلها تسمى (دين الشرف) وهذه الرواية تحكي حادث اصطدام طائرة الركاب البوينج 747 بمبنى الكونجرس وتقضي على كل من فيه.. وتداعيات هذه الرواية تشبه إلى حد كبير ما حدث في الثلاثاء الدامي 2001. هذه مجرد إشارات لتداعيات ثقافة العنف، ودورها في الهام الآخرين بما تطرحه ونعتقد ان ثمة قراءة لروايات كلانسي وغيره قادت إلى ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر.