رحب البيت الأبيض بالتصريحات التي أدلى بها وزير البترول والثروة المعدنية علي النعيمي في الآونة الأخيرة والتي فسرها بعض مراقبي السوق على أنها إشارة الى أنه لا يتعين على الدول المستهلكة استخدام احتياطيات النفط الطارئة لتهدئة أسعار النفط. وقال النعيمي في بيان في العاشر من سبتمبر الجاري إن بلاده أكبر مصدر للنفط الخام في العالم قلقة من ارتفاع أسعار النفط وإنها ستتخذ خطوات لتهدئتها وستلبي أي طلب إضافي من زبائنها. أنتجت السعودية نحو 9.8 مليون برميل نفط يوميا في يوليو وأغسطس وهو ما يقل قليلا عن أعلى مستوى سجله انتاجها منذ عشرات السنين. وأضاف ان السعودية ستواصل العمل مع الدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي ومع أوبك للدفاع عن استقرار سوق النفط. ودفع ارتفاع أسعار النفط الأمريكي والتي وصلت يوم الجمعة الى أعلى مستوى لها منذ الرابع من مايو متجاوزة 100 دولار للبرميل بعض مراقبي الصناعة الى التخمين بشأن ما إذا كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيلجأ الى احتياطي النفط الاستراتيجي قبل انتخابات الرئاسة المقبلة في نوفمبر. وأكد البيت الأبيض أنه يبقى كل الخيارات مطروحة على الطاولة لتهدئة الأسعار ولكنه أشاد أيضا بتصريحات النعيمي. وقال مسؤول في البيت الأبيض في رسالة عبر البريد الاليكتروني في مطلع الأسبوع «نرحب بالتزام السعودية المستمر باتخاذ كل الخطوات الضرورية لضمان توفر الإمدادات بالسوق والمساعدة في تهدئة الأسعار». وأنتجت السعودية نحو 9.8 مليون برميل نفط يوميا في يوليو وأغسطس وهو ما يقل قليلا عن أعلى مستوى سجله انتاجها منذ عشرات السنين في وقت سابق من العام والذي بلغ عشرة ملايين برميل يوميا. وقالت السعودية إن بامكانها زيادة الإنتاج بسهولة لأكثر من 12 مليون برميل يوميا إذا دعت الحاجة لذلك. وأكد المهندس النعيمي أن المملكة تراقب باهتمام الارتفاع الحالي لأسعار النفط وترى أن هذا الارتفاع لا تدعمه أساسيات السوق من حيث العرض والطلب ومستوى المخزون التجاري التي تعتبر جميعاً في وضع متوازن ومناسب. وقال إن السعودية تقوم دائماً باتخاذ الخطوات اللازمة للتأكد من أن العرض يتلاءم مع الطلب، مؤكدا أنها ستفي بجميع احتياجات عملائها من الشركات البترولية. وبين أن المملكة سوف تستمر في العمل على المحافظة على استقرار السوق، وذلك بالتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومجموعة أوبك. من جهته، قال الأمين العام لمنظمة أوبك عبد الله البدري في وقت سابق إن المشاريع سوف تزيد في نهاية الأمر من الطاقة الإنتاجية الجماعية للمنظمة بنحو خمسة ملايين برميل يومياً لتصبح نحو 40 مليون برميل في اليوم. وأضاف: «لقد أحرزت السعودية بالفعل خطوات مهمة في اتجاه زيادة طاقتها الإنتاجية في السنوات الأخيرة، بينما يبذل الأعضاء الآخرون في منظمة «أوبك» جهوداً كبيرة لتحقيق أهدافنا الجماعية». وفي الوقت الذي يمر فيه العالم النامي بنمو اقتصادي قوي، يمكن توقع ازدياد شهية الاقتصاد العالمي بشكل مشهود في غضون الخمسة والعشرين عاماً المقبلة، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، مراقب الطاقة في البلدان الغربية. وتقدر الوكالة زيادة في الاستهلاك من المستوى الحالي البالغ 85 مليون برميل يومياً، إلى 116.3 مليون برميل في عام 2030. وتأمل منظمة «أوبك» أن تسهم جهودها الاستثمارية في تخفيف المخاوف من حيث إن الطلب الخارج عن السيطرة من جانب البلدان النامية، تحديداً من الصين والهند، سوف يفوق العرض، ما سيحدث مزيداً من الارتفاع على أسعار النفط. وأسهمت هذه المخاوف، التي تفاقمت من جراء تحذير وكالة الطاقة الدولية من حدوث «انهيار في العرض» قبل عام 2015، برفع الأسعار أخيراً لتصل إلى قرابة مائة دولار للبرميل. على صعيد ذي صلة، قالت منظمة أوبك أمس إن سعر سلة خاماتها القياسية ارتفع الى 87ر114 دولار للبرميل يوم الجمعة من 47ر113 دولار للبرميل في اليوم السابق. وتتكون سلة أوبك من 12 خاما هي مزيج صحارى الجزائري وخام جيراسول الانجولي والخام الإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي والتصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني الخفيف النيجيري والبحري القطري والعربي الخفيف السعودي ومربان الإماراتي وميري الفنزويلي وأورينت من الإكوادور.