من خلال القصيدة او حتى عدد قليل من ابياتها يمكن لاي ناقد او حتى متذوق للشعر سبر نفسية الشاعر بل وحتى الحالة التي كان عليها عند تكون القصيدة في مخيلته سواء كانت الحالة مؤقتة لظروف طارئة يمر بها .. او دائمة لصفات جينية موروثة او حتى عادة املتها التربية والمنشأ .. وبنظرة فاحصة تجد ان بعض الابيات تفرز لك الشاعر الخلوق من الشاعر الاقل التزاما .. وتظهر لك كريم النفس من صغير الاهداف .. كذلك فانك تميز الشاعر متسع الافق من من لا يتعدى تفكيره ارنبة انفه .. سبك القافية والإمساك بالبحر لا يحجب ما يعتمل في ذهن الشاعر من قيم وما يتحكم فيه من ميول .. ففي ظل الطفرة الحالية في منابر التواصل الاجتماعي وتمرير مقطوعات الشعر من قارئ لآخر بدأ كثير من الشعر غير الناضج والذي لم يطله فرز النقاد والرواة في اول ظهوره في الوصول للمتذوقين بشكل طوفاني مباشر حاملا لهم كل صباح ومساء زخما من العقد النفسية والتخيلات المهزوزة .. وللاسف من خلال التواصل مع بعض المنتسبين للشعر الشعبي على الخصوص تجد ان آخر ما يفكر فيه الشاعر المكتظ بالغرور البائس هو ان يعرض ابياته على الآخرين في محيطه حتى يضمن سلامتها النفسية والمعنوية ثم يعلنها على الملأ .. لكنه يفعل العكس .. وهو خطأ فادح لمن اراد الحفاظ على صورة ناصعة لحضوره. ليس كل ما يشعر به الشاعر يجب ان يتحول لابيات معلنة .. هناك فرق بين الامور الشخصية الخاصة والظواهر العامة للمجتمع ولان الشاعر مرآة لمجتمعه وإنتاجه جزء من تراث وادب الزمان والمكان الذي يعيش فيه فان عليه مسئولية كبيرة (ربما لا يستوعبها البعض) ان يبشر ولا ينفر والا يعمم حالة بائسة يعيشها ليجعلها عنوانا للمجتمع او ظاهرة يجب اعلانها عبر ابيات الشعر .. وهذا يقودنا لحقيقة مهمة عن انه ليس كل ما يشعر به الشاعر يجب ان يتحول لأبيات معلنة .. هناك فرق بين الامور الشخصية الخاصة والظواهر العامة للمجتمع .. وبين ردة الفعل اللامعقولة وبين الشعور الوجداني الراقي .. نحن فقط نتمنى من الشعراء ان يرحمونا من نفسياتهم المتشنجة التي تصل لنا بلا استئذان عبر سبل التواصل الفضائي والالكتروني .. على الاقل كجزء من الدعوة النبيلة للكثيرين لاشاعة جو مريح يشع بالصحة النفسية .. همسة: عمت في حسنك الطاغي وصلت النجوم ما حسبت لفضاك الرحب وش هو وراه زيفي للمشاعر زيفها ما يدوم وتاجري في احاسيسي ي مال الغناة